آراء ومقالات

مستقبل إيران على ضوء صراع النظريات





تشهد
ايران صراعا بالغ الخطورة بين تيارات النظام الكثير من جوانبه غير ظاهرة للعيان،
ام الجوانب الظاهرة منه فان اطراف الصراع تحاول ان تخفف من حدته في سبيل عدم 
حرق المراحل قبل تحقيق الهدف. ولكن ما هي طبيعة هذا الصراع وما هي اهدافه؟ عندما
احس قادة الحركة الشعوبية و بعض مراجع الحوزة الدينية اﻻيرانية ان نظرية ”
اﻻمام المهدي الغائب ” اخذت تفقد بريقها ولم يعد استخدامها ممكناً في ادارة
الدولة والنظام الجديدين اللذين تشكلا عقب الثورة التي اطاحت بالنظام العلماني و
اسست لبناء نظام ديني هدفه الدفع بالمشروع الشعوبي والطائفي اﻻيراني الى اقصى مدى
ممكن، وذلك اعتمادا على خطاب ثوري يرفع شعار “نصرة المستضعفين”. لذلك
وجدوا ان اﻻعتماد فقط على نظرية “اﻻمام المهدي الغائب” كقائد وموجه
ومدير للثورة والمشروع الذي يسعون في تحقيقه، ﻻ يصلح في هذه المهمة، خصوصا ان
تصدير المشروع ﻻ يعتمد على الشيعة المؤمنين بنظرية اﻻمام المهدي الغائب فقط وانما
يعتمد على اشراك منهم من غير الشيعة وغير المسلمين ايضا.لذا لجأوا الى تطبيق نظرية
“الولي الفقيه” ليكون هو القائد للدولة والموجه للمشروع المراد تحقيقه.
ولكن مع السنين اخذ “الولي الفقيه” الذي كان من المفترض ان يكون وكيﻻ
بالنيابة عن اﻻمام الغائب، صار يحل محل اﻻمام المهدي الغائب ويتصرف بكامل صﻻحيات
اﻻمام ، وقد بلغ اﻻمر درجة اصبح فيها الولي الفقيه يعمل على سحق كل من يتحدث عن
قرب ظهور اﻻمام الغائب. وهذا ما شاهدناه في السنوات اﻻخيرة حيث دب الصراع بين
التيار القائل بنظرية “عصر الظهور” والذي يقف على رأسه الرئيس اﻻيراني
السابق محمود احمدي نجاد ومجموعة من كبار رجال الدين ومرجعيات الحوزة الدينية من
ابرزهم محمد تقي مصباح يزدي وبعض قيادات الحرس الثوري وكبار تجار سوق طهران من
جهة، و بين التيار الرافض لنظرية “عصر الظهور”. وهذا التيار الذي يضم
قادة من الحرس الثوري ومراجع دينية وقادة سياسيون، و يقف على راسه “الولي
الفقيه” ذاته، الذي طور منصب الوﻻية لتصبح امامة واصبح بموجب هذا التطور
يسمى “امام المسلمين السيد علي خامنئي”. ان نظرية وﻻية الفقيه التي
جاءت كمخرج لمأزق نظرية اﻻمام الغائب، تحولت هي ذاتها الى مأزق آخر بعد ان اصبحت
محور صراع سياسي بين تيارين في النظام والسلطة اﻻيرانية كل منهما يرى في نفسه
الأحرس والأقدر على تحقيق المشروع اﻻيراني. من هنا يرى المراقب لشأن اﻻيراني ان
الصراع بين تيارات النظام ليس صراعا عابرا كما يتصوره البعض، و انما هو صراع ذات
طبيعة فكرية وهذا ما يؤكد اهميته. فمن المعروف ان الصراعات الفكرية ﻻ مكان
للمصالحة بينها، و ﻻ تتوقف اﻻ بهزيمة احد طرفي الصراع، كما ان هزيمة هذا الطرف ﻻ
تتم اﻻ على ركام من الخراب الذي يحل باﻻرضية التي قام عليها الصراع. وهذا ما
يتوقعه المراقب لمستقبل الصراع لذلك وجد القادة الايرانيون ان اﻻعتماد  فقط
على نظرية “اﻻمام المهدي الغائب” كقائد وموجه ومدير للثورة
والمشروع الذي يسعون لتحقيقه، ﻻ يصلح في هذه المهمة، خصوصا ان تصدير المشروع ﻻ
يعتمد على الشيعة المؤمنين بنظرية اﻻمام المهدي الغائب فقط و انما يعتمد على اشراك
من هم من غير الشيعة وغير المسلمين ايضا. لذا لجئوا الى تطبيق نظرية “الولي الفقيه” ليكون هو القائد للدولة والموجه للمشروع المراد تحقيقه. ولكن
مع السنين اخذ “الولي الفقيه” الذي كان من المفترض ان يكون وكيل
بالنيابة عن اﻻمام الغائب، صار يحل محل اﻻمام ويتصرف بكامل صلاحياته، وقد بلغ
اﻻمر درجة اصبح فيها الولي الفقيه يعمل على سحق كل من يتحدث عن قرب ظهور اﻻمام
الغائب. وهذا ما شاهدناه في السنوات اﻻخيرة حيث دب الصراع بين التيار القائل
بنظرية “عصر الظهور” و الذي يقف على رأسه الرئيس اﻻيراني السابق محمود
احمدي نجاد و مجموعة من كبار رجال الدين ومرجعيات الحوزة الدينية  من ابرزهم
محمد تقي مصباح يزدي  وبعض قيادات الحرس الثوري وكبار تجار سوق طهران من جهة، و بين التيار الرافض لنظرية “عصر الظهور”. و هذا التيار الذي يضم
قادة من الحرس الثوري ومراجع دينية وقادة سياسيين، و يقف على رأسه “الولي
الفقيه” ذاته، الذي طور منصب الوﻻية لتصبح امامة و اصبح بموجب هذا التطور
يسمى “امام المسلمين السيد علي خامنئي”.  ان نظرية وﻻية الفقيه
التي جاءت كمخرج لمأزق نظرية اﻻمام الغائب، تحولت هي ذاتها الى مأزق آخر بعد ان
اصبحت محور صراع سياسي بين تيارين في النظام و السلطة اﻻيرانية كل منهما يرى
في  نفسه الأحرص والأقدر على تحقيق المشروع اﻻيراني. من هنا يرى المراقب لشأن
اﻻيراني ان الصراع بين تيارات النظام ليس صراعا عابرا كما يتصوره البعض، و انما هو
صراع ذات طبيعة فكرية وهذا ما يؤكد خطورته. فمن المعروف ان الصراعات الفكرية ﻻ
مكان للمصالحة فيها، و هي ﻻ تتوقف اﻻ بهزيمة احد طرفي هذا الصراع، كما ان هزيمة
هذا الطرف او ذاك ﻻ تتم اﻻ على ركام من الخراب الذي يحل باﻻرضية التي قام عليها
الصراع.  وهذا ما يتوقعه المراقب لمستقبل الصراع في ايران
.





نقلا عن المصريون



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى