الطريق الى المعصية…، حوار مع سارق/سعيد نواصر
حوار مع سارق امسکوا به اهالي قریة موران في یوم الأثنین الموافق 20 اكتوبر2014
" رأیته جالساً في بیت الحاج غانم و یهمس مع نفسه کلمات لم استطع سماعها ، جلست امامه ، نظر الی قائلاً : سوف اسرق بیتکم ایضاً.
بدء حوارنا المطول بهذه الجملة التي کررها لمرات عدیدة."
لماذا ؟
– لأنني جائع…
و هل الجوع حثک علی السرقة؟
– لیس فقط الجوع …
لماذا اصبحت سارقاً ؟ الا تعرف سرقة اموال الناس حرام؟
– الیس الفقر حرام بنظرک؟ لماذا لا اجد لقمة خبز؟
تستطیع أن تعمل و تجد رزقک.. الله لا یقصر مع الذین یجاهدون من اجل حیاة کریمة.
– تعلمت علی السرقة منذ الطفولة.
وهل کنت سارقاً حین الولادة ؟ لا تقل هذا…
– لا احد یولد مذنب لکن الحاجة اجبرتني…
منذ متی بدأت السرقة ؟
– حین دخلت للمدرسة…
کیف؟ المدرسة لا تعلم السرقة بل تعلم الأخلاق الحسنة…
– و انا علمتني أن أسرق…
کلامک غیر معقول…
– لأعترف لک اذن کیف تعلمت السرقة في المدرسة… في الصف الأول لم استطع التسجیل في المدرسة لأن والدي لم یستطع یشتري لی کتب و ملابس و اقلام و… ، بعد مرور ایام جاء والدي مبتسماً و قال لي سوف تذهب الی المدرسة… ذهبت.
نعم استمع الیک، کمل و ماذا حدث بعد ذلک؟
– فرحت کثیراً … و لکن فرحتي لم تطل حین قال والدي لم استطع ان اجلب لک حقیبة… اخذت کتبي في کیس و ذهبت بفرحتي الصغیرة للمدرسة فوجدت کل الطلاب یخرجون کتبهم من حقائبهم الصفراء و الحمراء و… لحظتها اردت ان ابکي و اشکي الفقر الذي کنت امر به الی المعلم او شخص ما… فشکیت الحال الی المعلم و لکن قال لی لا تأتي بهذا الکیس بعد الیوم و تقول الی والدک أن یشتري لک حقیبة…
و هل اشتری لک ؟
– لم یملک مال حقیبة… لم یستطع ذلک.
"یضع یده علی وجهه و کأنه یتذکر طریقه الطویل الی ارتکاب هذه الجریمة"
– في الیوم الثاني ذهبت بنفس الکیس الی المدرسة و طردني المعلم من المدرسة قائلاً : لا تأتي للمدرسة دون حقیبة…
رجعت للبیت باکیاً و انتهت آمالي و لم أجد طریقة أمامي سوی سرقة حقیبة و کتب من الأطفال لأحقق حلمي…
ماذا کان حلمک ؟
– کنت احلم أن اصبح طبیباً و أساعد الفقراء بالعالم.
قتلت حلمک و سببت بأضرار کبیرة للفقراء و انت تسرق اموالهم کل لیلة.
– لم یترکوا لي خیاراً… حاولت الدراسة مع فقري لکن وجدت نفسي مطروداً … و هل الکیس عیب ام الفقر عیب لکي یکون سبباً بطردي من المدرسة؟
لا ، ابداً…
– سرقت حقیبة احد اطفال المدرسة و ذهبت بها للمزرعة و مزقت بعض الاماکن بها و خربشت الصور التی کانت تزینها لکي لا یتعرف علیها احد و بعد ایام رجعت للمدرسة بحقیبتي لکن المعلم قال من این جأت بها و ضربني کثیراً و لم اقل له سوی " حقیبة اختي" و نفذت منه و بعد ایام وجدت نفسي بحاجة الی کتاب فسرقته و ایضاً بعده قلم و الی آخر… اصبحت سارقاً.
الم یسألونک اهلک من این تجلب هذه الأشیاء؟
– کنت اترکهن في مزرعة جدي… کبرت و الفقر اشتد و کل ما احتجت الی شي سرقت… ذهبت للسوق فوجدت اولاد غرباء یملکون اموال طائلة.. یملکون سیارات فاخرة و… و انا تصعب علیة خبزة…. کان ذنبي أنني ولدت فقیراً… کان ذنبي أنني اردت أن ادرس ، أن اتعلم… فلم أجد أمامي أحد أن یساعدني.. لا احد اعطاني کتاباً و لا حقیبة و لا قلم… لا احد.
سوف یأخذونک للسجن .. لماذا فعلت هذا بنفسک؟
– سوف أئتي بعد اسبوع لأسرق بیتکم…
" یقهقه عالیاً و هو بطریقه الی سیارة الشرطة"
– السجن…هههههههههه… السجن…
" ینتهي الحوار بصعوده الی السیارة و یترکني مع اسئلة کثیرة ترکت بلا جواب… "
سعید نواصر
المصدر موقع بروال