آراء ومقالات

العیلامیین و ارتداء العقال والكوفية

العقال هو مايوضع على راس الرجل فوق اليشماغ او الغترةاو الكوفية ( السوسية) يصنع من صوف الماعز ولونه غالبا اسودمازال يكافح التحضر والمدنية التى طغت على الجيل العربى الجديدبعد بدأ بالتحول التدريجى الى اللبس الغربى يقال ان هناك ثلاث قصص لاختراع العقال العربي.

 القصه الاولى

——————–

عندما سقطت الأندلس العربية في ايدى الأسبان وصل الخبر لبلاد الشام فعم الحزن الشديد وانتشر الغضب بين الناس لتخاذل الرجال عن نصرة اخوانهم فقامت النساء بقص جدائلهن ورمينها فى وجوه الرجال الذين ربطوها على رؤسهم فوق الغترة او الكوفيه تعبيرا عن حزنهم وندمهم  اضافة الى ان بعض الرجال ربطوا بعضها على شكل لجام للخيل لأن الخيل التى لم تهب لنصرة الدين خيل ذليلة ومهانة…..ومع مرور الوقت  اصبحت عادة بين الرجال والنساء ثم اقتصر لبسه على الرجال فقط وتطورت العصابه فصارت تصنع من شعر الماعز ثم من الخيوط المغزوله والمصبوغه بالاسود رمزا للحزن على الاندلسو يقال ان لونه كان ابيض وبعد سقوط الأندلس تحول الى اللون الأسود.

 القصه الثانية

——————

ان ( الخليفة العباسي ) طلب ان يضع كل رجل في دولتـــــــــه على راسه عصابة سوداء من القماش حزناً عــــلى سقوط الأندلس.

القصه الثالثة:

——————-

العقال كلمة اتت من عقال الناقة  وعقال الناقه عبارة عن حبل يلف على شكل دائرتين تقريبا ويربط به ركبة البعير أو الناقة ليمنعه من المشى وإذا ركب عليه صاحبه أخذ العقال ووضعه على رأسه حتى يصل إلى المكان الذي يريده ثم ينيخ الناقةويضع عقالها مرةأخرى في ركبتها.

 وأرجعت بعض الروايات أن السبب الحقيقي في لبس العقال عند العرب، خاصة في بلاد الشام ومن ثم في الجزيرة العربية، انه عندما طرد العرب من الأندلس قبل أكثر من 500 عاما، قام العرب المسلمون في الشام بعصب رؤوسهم بقطع من القماش الأسود، وذلك تعبيرا عن الحزن العميق لضياع الأندلس، وما أصاب المسلمين من قتل وطرد آنذاك. وتوارثت الأجيال تلك العصابة السوداء، وتحولت مع مرور الوقت إلى العقال بالشكل الذي هو عليه اليوم، وصار من مقومات اللباس العربي. وبالرغم من نظرة البعض بأن تكون كلمة المعصب هي التي تطلق على العقال المعروف الآن، هي الاقرب والانسب، فضلا عن ان الرأس يعصب ولا يعقل ، مستدلين بما جاء في التاريخ ان اول من لفّ الرأس بالمعصب هم عرب الاندلس، إلا أنه أصبح من المتعارف عليه استخدام لفظ كلمة عقال رغم انها تعني في اللغة (الحبل الذي توثق به احدى ساقي الجمل ).

وعرف العرب قديما العديد من الفوائد للبس العقال، حيث كانوا يعصبون الرؤوس بخيوط مصنوعة من القطن لكل من يشعر بالصداع، الى ان اخذ العقال في زماننا الحاضر بعدا اخر، حيث أصبح مكملا للباس الشعبي ….

والعقال هو نوع من الملابس يستعمله الرجال في الوطن العربي وخصوصاً شبة الجزيرة العربية وهو جزء من اللباس الشعبي للرجل، ويصنع عادة من صوف الماعز. ويلبس فوق اليشماغ أو الغترة.

 نبذه تاريخيه:

عرف عن العرب قديما استخدام العمامه وربطها على الرأس، أو استخدام قطعة من القماش كعصابة وربطها على الرأس. وحسب الروايات أن سبب أصل ارتداء العرب للعقال يعود إلى أنهم كانوا يستخدمون العقال لعقل البعير وكانوا يضعونه فوق روؤسهم في حال المشي بالجمال ومن هنا بدأ لبس العقال.

 صناعته:

 “يصنع العقال عادة من خيوط منسوجة من صوف الماعز وهو المشهور عند العرب في الأزمنة السابقة، فيما تطورت صناعة العقال “

هذا ماقاله جميع كتاب العرب الى يومنا هذا ولكن الفت نظر القاري المحترم انما العقال لاول مرة وجد في عيلام وكان نوع من العقيدة الميثريداتية (تقدس النجوم والقمر) لانهم كانوا يعتقدون ان القمر  هوالمركز المدور ويدور الكون من حوله ونجمة الشمال هي نجمة الاعتدال فلهذا صمموا العقال بشكل مدور وله خيوط طوال ونجمه تشبه نجمة الشمال. نرى لاول مرة قبل السومريين ،الاكديين البابليين، الاشوريين، النبطيين، والمصريين نجد في المنحوتات الاثرية في السوس ان جنود عيلام في الحروب يستعملون العقال كرمز لإلاه السماء وهذا يدل على ان اول من ابدع العقال هوالعيلامي.

والشاهد على ذلك كتاب:

 (يافته هاي تازه ايران باستان.والتر هنس .ص.114 ص 104 .ص106.ص135)

 (باستان شناسي عيلام .دانيل باتس .ص.463.ص434.ص394ص.113.ص 455.ص.291و290.ص286.ص)

 (شوش شش هزار ساله.پی یر امیه.ص.120.ص.58.ص133ص147.164)

في هذه الصفحات نرى الاثار العيلامية المعاصرة لسومر ومن ثم أكد وبابل واشور وبعدالميلادحتى ظهورالاسلام نجد ملوك عيلام في النقوش الخزفية و النقوش الجدارية في السوس وانشان وانزان والمسكوكات العيلاميه والايليمايسية ان ملوك عيلام يرتدون العقال دون كوفيه بدل من التيجان ولكن في تلك الفترة ملوك العراق من سارجون الاكدي وملوك سومر وحمورابی واشوربني بال لم يرتدوا العقال بل يرتدون خوذة او عمامه ومايشبه ذلك.

 الكوفية:

الكوفية(السوسية) أيضاً تعرف بالغترة(ارض الغتره في البحرين)  أو الشماغ(اش ماخ مفردة سومرية) أو الحطّة أو المشدة أو القضاضة هي لباس للرأس يتكون من قطعة قماشية تصنع بالعادة من القطن أو كتان و مزخرفة بالوان عديدة أشهرها اللون الأحمر والأبيض والأسود والأبيض، مربعة الشكل ويتم ثنيها على الغالب بشكل مثلث وتوضع على الرأس وأحيانا على الكتف.

 وردت كلمة يشماغ في اللغة السومرية والتي هي في الأصل مقطعين هما: اش ماخ: تعني غطاء الرأس( اللغات السومرية) يعتقد باحثون في الملابس التقليدية للشعوب بإن النمط المستخدم في توزيع الألوان (الأحمر والأبيض) أو غيرهما يعود إلى حضارات ما بين النهرين القديمة ويعتقد أنها هذه الأنماط اللونية قد استخدمت محاكاة لشبكات صيد السمك أو إلى سنبلة القمح والحنطة.

يدعى الشماغ العربي في عدة دول في شمال الجزيرة العربية -أي المشرق العربي،والأحواز بالكوفية أو الحطّة (وخاصة في فلسطين)، بينما يدعى باسم شماغ في منطقة الجزيرة العربية والأردن والعراق بينما تسمى بالغترة في الإمارات واليمن والكويت والبحرين و قطر.

الشماغ عادة يتكون من قماش أبيض من القطن الرفيع وعليه نقوش مستطيلة أو مربعة الشكل باللون الأحمر (وهو المعتاد في السعودية ودول الخليج  وبادية الشام والعراق والأحواز في قديم الزمان واليوم الرائج الاسود والأبيض والابيض القطيفي)، اما النقشة باللون الأسود فهو الدارج في فلسطين والعراق وسوريا و الأحواز.

اشتهر ياسر عرفات بوضع الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود على رأسه بشكل دائم، وكانت الكوفية مقرونة بالفدائي وسلاحه، وكانت توضع لإخفاء ملامح الفدائي. ونتيجة لذلك أصبحت تلك الكوفية رمزا وطنيا لنضال الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، واتخذتها حركة فتح شعارا لها ووضعتها على شعار الحركة (درع العاصفة). اعتاد الفلاح أن يضع الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض ولوقايته من حر الصيف وبرد الشتاء، ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة القوات البريطانية في فلسطين، وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، ثم وضعها أبناء المدن وذلك بأمر من قيادات الثورة آنذاك وكان السبب أن الإنجليز بدؤوا باعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم انه من الثوار فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.

 الكوفية في الثقافة العربية

كانت الكوفية رمزا للرجولة والأناقة قديما، وخلال العصر العثماني تميز العامة بوضعها على أكتافهم وسكان الريف على رؤوسهم، بينما كان الأعيان يضعون الطربوش(اما في الأحواز ارتداء الكوفية من تقاليدالشعب الأحوازي ومتمسكين بلبسها كزي رسمي ولكن في عهد حكم رضا شاه المقبورقام باعتقال كل من ارتداء الكوفية في الأحواز وباقي المدن فاجبر الشعب على نزع الكوفية والعقال ولكن رغم كل المأساة استمر الشعب الأحوازي بارتداء الكوفية والعقال الى يومنا هذا). أما الآن فأصبحت شهرة الكوفية عالمية لا عربية فقط، فقد ارتدى هذه الكوفية كثير من الفنانين العرب والعالميين. إضافة إلى ذلك، انتشرت الكوفية في البلدان الغربية بين الشباب إلى حد ما،.وتجسيدا لقيمتها التاريخية، ظهرت الكوفية في أعمال فنية كثيرة.

يقول الباحثون ان بحث الزي ، من المباحث المهمة في الحضارات القديمة، ويدل الزي على استقرار الحضارة في مناطق خاصة ومن الموارد المهمة في تكوين الحضارات وتمايزها من حضارات الغير  هو الزي والباس .كما نرى في يومنا هذا ان لباس العسكري يدل على بلدة خاصة ومعسكر خاص هكذا نرى ان الزي الصيني والهندي والعربي كل منهم يدل على قوم وفئة خاصة فللزي دورهام في تكوين الحضارات والثقافات ومن مميزات الاقوام هو الزي في المرحلة الاولى ومن بعد تظهر الادلة الاخرى.

يظن البعض ان ليس للزي تاثير هام في تكوين الحضارات ولكن نرى علماء الآثار يعرفون الاقوام والمدن والمتحضر من البدوي من لباسه وزيه الذي يرتدي. زي هندي يدل على قوميته والكردي ومايشبه ذلك فلهذا للزي في تكوين الحضارات والثقافات اثر هام ونرى الكثير من الايات والاحادث تتكلم على لباس الصلاة ولباس اهل الجنة وحتى نرى ان لكن دين سماوي زي ولباس دينى خاص بهم مثل لباس المندائيون واليهود والمسلمون.

الدلائل التاريخية ،التراثيه والالواح الطينية الذي وجدت في حضارات العالم تمييز الاقوام بازيائها و ملامحها فنجد في حضارة عيلام وسومر وبابل واشور الوجوه تتمايز مكياج النساء وزي الرجال وحتى اللحاء تدل على وجوه وقوم خاص ، زخرفت الازياء ومكياج الالهة وعيون الملوك وكرسيه يدل على بيئته الذي كان يعيش فيه منذ قرون .

تمييز في مابين الاثار وصور الحجرية للملوك يهدي الاثريين الى ان يعرفوا هذا الملك بابلي ، عيلامي، مصري، او من الرومان واليونان .فلهذا للزي دور مهم في تمييز الاقوام الحاكمة مدى التاريخ.

اقدم رسم ونقوش اثرية للكوفية وجد في النقوش الخزفية العيلاميه والميسانية في السوس يذكر دنيل باتس في كتابه الشهير

(باستان شناسي عيلام ص.605ص.243.ص 92ص.88ص)

(باستان شناسي و هنر ايران .عزت الله نگهبان. ص.125.ص.188.)

(شوش شش هزار ساله.پی یر امیه.ص.34و35.37.ص.47.ص.52ص).

(تاریخ تمدن عیلام. یوسف مجید زاده.ص.162.ص.148.ص134.ص.)

والكثير من النقوش تدل على أن اول من ابدع نقوش الكوفية او اش ماخ  هم أهل عيلام ومن بعدهم السومريين وثم انتشرت الكوفية في البلدان العربية.

الاناء الخزفي المعروف باناء السوس الذي كان يستعمله الملوك للشراب المقدس عليه نقوش ورسوم  تشبه الكوفية الحاليه والعجيب ان هذه النقوش انتقلت في عهد الاشوريين الى سامره بفلسطين والدليل على ذلك نزوح اهل الشوش الى سامرة في عهد الغزو الاشوري لبلاد عيلام مايقارب ثلاثة الاف سنة قبل. واليوم نرى اهل فلسطين يرتدون الكوفية البيضاء والسوداء مثل ما يرتدون اهل الأحواز وهذا ممكن من الادلة على مهاجرة اهل عيلام في عهد الاشوريين الى فلسطين واليوم اعظم مصانع الكوفية توجد في الخليل وهذه المسألة تحتاج الى تفكير عميق في زوايا التاريخ القديم.

المصادر:

 (شوش شش هزار ساله.) پی یر امیه

 (تاریخ وتمدن عیلام. )یوسف مجید زاده

 (یافته های ایران باستان ).والتر هنس

 (شوش. دوره میانه.)احسان یغمایی

 (مذهب قوم عیلام). دکتر محمود صراف

 (باستان شناسی عیلام) .دنیل پاتس

 (باستان شناسی و هنر ایران). عزت الله نگهبان

(شوش کهن ترین مرکز شهر نشینی:).عزت الله نگهبان

حسين فرج الله جعب(ابوعرفان)

المصدر: موقع بروال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى