#أحوازنا – شماعة «داعش».. وإبادة السُّنة!
في الحرب العالمية ضد «داعش»، هناك لغط وخلط وظلم يلحق بالسُّنة عموماً، فقد ذهبوا ضحية صنّاع «داعش»، فما يحدث اليوم في سوريا، وخاصة في المناطق السنية «الصرفة»، ومعها العراق على ذات النهج، أوضح دليل واقعي على ذلك.
لا يمكن أن نلبس السُّنة لبوس الحركات الإسلامية المتطرفة بكل قياداتها، وإن كانت سُنية، أن يذهب السُّنة جراء أفعال أفراد معدودين ومحدودين مهما بلغ عددهم، فهذا لا يعمم شرهم على غيرهم، وإن كان فضل السنة في محاربة «داعش» معتّماً عليه إعلامياً.
«داعش» في سوريا يتعاون مع النظام في ممارسة هذه الإبادة النوعية الممنهجة، وكذلك مليشيات «الحشد الشعبي» التي تساندها إيران الدولة بحرسها الثوري وكبار مستشاريها العسكريين، إضافة إلى موجة الاستيطان في مناطق السُّنة المحررة ومليشيات الطائفة الشيعية وإصرار الحكومة العراقية على غرس النزعة الطائفية في كل مفاصل الدولة للتخلص من أي نَفَسٍ أو نَفْسٍ سُنية وجعلها غير محسوسة في تلك الأرض التي ضمت وحضنت كل حضارات الدنيا، وهي اليوم تطرد خيارها وتؤوي شرارها من الخارج في تغيير الجغرافيا السكانية أو البشرية التي كانت مصونة منذ آلاف السنين، إلا أنها «الطائفية» ضيقت سبل العيش الكريم على أبناء الأرض وأهلها.
حرب «داعش» التي رصد لها نصف تريليون دولار عند بداية الشروع فيها، لا تعير اهتماماً ولو جزئياً لما يدار من معارك إبادة، استغلالاً لانشغال الجميع بـ«داعش»، واعتبار السُّنة هي «نملة» سليمان، إذ لم تجد من ينقذها من بين أيدي مليشيات بشار والعبادي وروحاني، ونصر الله، هؤلاء الأربعة يعيثون في هذه الأراضي فساداً يفوق في الحجم والأثر ما يقوم به «داعش» لأن إرهاب الدول يفوق إرهاب المنظمات والحركات وإن كانت موصومة بالإرهاب.
وهذا ما أكد عليه أحد خبراء أميركا قائدة الحملة ضد «داعش» على مستوى العالم، فها هو لويسلي مارتن، وهو جنرال أميركي متقاعد شغل منصب مكافحة الإرهاب في العراق، يطالب بلاده بالتخلي عن إيران لأنها ليست الخيار المناسب لمحاربة الإرهاب في العالم، وهي الدولة الأولى المصدرة للإرهاب، ويتحدث الجنرال مارتن في تقرير نشرته صحيفة «العرب» اللندنية عن اعترافات لناشطين في تنظيم «القاعدة»، عندما كان يعمل في العراق، وعن الدعم الذي كان يتلقاه «بن لادن» من طهران، ويضيف الجنرال الأميركي أن «داعش» ما هي إلا نتاج خطايا إيران وحليفها المالكي في ارتكاب «إبادة ضد السُّنة».
وشهد شاهد من أهلها إلا أن أهلها مصرّون على التخلص من السنة التي تأكلها الذئاب البشرية ولم يوجد على قمصان المقتولين منهم بأيدي تلك المليشيات دم كذب، بل أنهاراً من دماء أبرياء السنة تجري من تحت مظلة «داعش» الإرهابية.
إن إدارة معركة الإرهاب مع التزامن مع قبول العالم بإدارة إرهابيي الدول معركة طائفية في الوقت نفسه، يعني فعلاً نية الإبادة المبيتة للسُّنة، وقد حصل ذلك في بدايات غزو أميركا للعراق على يد الطائفيين في ذلك البلد عندما كانوا يقنصون السُّنة من أساتذة الجامعات المشهود لهم بالعلم وكل مؤهلات العالمية إلا أنهم حوسبوا جميعاً على «جريمة» ارتكبوها فطرة، وليس كسباً، ألا وهي أنهم سُنة، فقد استحقوا الإعدام عليها وفق اللاشريعة واللاقانون إلا بحبل المشنقة الطائفية الذي يحكم اليوم الأرض في سوريا والعراق ولبنان وإيران واليمن.
كانت إيران عند بداية ثورتها الخارجة عن كل ما يمت إلى الإسلام بصلة تحاسب كل من يسمى «عمر» ويسمونه لديهم «عُمرَيِّ» استهزاءً وسخرية من هذا الصحابي الجليل.
هذه كانت رائحة الثورة الطائفية منذ اليوم الأول، وقد وصلت إلى شيِّ وكيِّ «السنة» أينما وجدت الطائفية الشيعية بعد أكثر من ثلاثة عقود من عمر الثورة التي دمرت لبنان أولاً بيد «حزب الله»، والعراق ثانياً بجيوشها الجرارة هناك، وسوريا التي جعلت منها حصانها «الرابح» ضد السُّنة صراحة، واليمن الذي يكتوي اليوم بنيران الحوثيين بعد أن أحيت إيران اليوم نيران المجوس من جديد.
من لأهل السُّنة اليوم قاطبة في تلك البقاع التي زرعت فيها الطائفية القذرة، وقد دنست كل ما يدب على تلك الأرض الموبوءة بسرطان الطائفية التي أكلت أجمل ما في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي اليوم تحيك الدسائس ضد أرض المملكة السعودية والبحرين والكويت الشقيقة، فالبراهين واضحة والأدلة دامغة، ولكن الهِمَمْ المضادة لها خائرة والعقول السليمة حائرة وألسن وأفواه الحق مكممة ووسائل الإعلام معتمة.
المصدر: الاتحاد