#أحوازنا -الدستور الإيراني والإرهاب
يحتار المرء كيف يكتب عن النظام الإيراني، وكيف يمكن تفسير سلوكه وتوجهاته وسياساته؟ كيف يمكن فهم تهديداته وتصريحاته، خاصة عندما يكون الموضوع ضد الدول المجاورة؟ وللأسف هناك من يعانون انفصاماً في الشخصية أو اضطراباً في العقل يطالبون بالتقريب بين المذاهب لوحدة الأمة الإسلامية، لكنهم يعملون من وراء الستار على تفريق الأمة الإسلامية. إيران نفسها لم تعرف المذهبية قبل الثورة الخمينية، آنذاك كان هناك من يطالبون بالتعددية الثقافية والدينية والقومية، غير أن إيران الآن حسب كل التقارير دولة تمارس أشد أنواع التفرقة العنصرية ضد الأقليات القومية والمذهبية والدينية. هذه الأقليات تطالب بالاهتمام بالداخل، لكن النظام الإيراني يهرب إلى الخارج معللاً ذلك بأن المشكلة ليست في الداخل، بل في وجود عدو خارجي رغم أن كل التقارير تقول إن الشعب الإيراني يعاني مشاكل اقتصادية حادة، فقر وبطالة وزيادة في حالات الانتحار والإدمان، هجرة للعقول، أطفال يموتون بسبب التحسس من التلوث خاصة في الأحواز، كبار يموتون.
وأول من أعلن عن الإرهاب في المنطقة هو الدستور الإيراني بنصه صراحة على تصدير الثورة لتحقيق «الحكومة العالمية العادلة»، وتحويل الثورة إلى أساس مبدئي في علاقة إيران الدولية، وهو موجود حسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كل حركات إيران بالمنطقة وتحديها وتجاوزها لكل القوانين والأعراف الدولية ودعمها لـ«حزب الله» وغيرها من المليشيات والمنظمات الإرهابية وتخطيطها وتدبيرها لكافة الجرائم الإرهابية.. التي وقعت في المنطقة وأماكن أخرى فهي مثلاً تدفع الأموال الطائلة لتأجير مرتزقة باكستانيين وأفغان يحاربون بالوكالة عن إيران في سوريا وفي بعض الدول وتأوي رجال القاعدة، وصلتها بداعش واضحة للجميع ولا تقتصر تدخلاتها حسب «عيسى الفاخر» عضو «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» على التدخل العسكري فقط، وإنما هناك تدخل آخر من خلال دعم الطائفية التي تستهدف نسيج المجتمع في الدول العربية والإسلامية. والمسؤولون الإيرانيون يصرحون ليل نهار حول دعمهم للمليشيات التابعة لهم (معتبرينها فخراً وعزة للمنطقة)، ويعلنون جهاراً ضرورة إلحاق البحرين بالدولة الفارسية.
وتحليلي لهذا الأمر أنه عندما يُصاب النظام بحالة من الإحباط، ويرى نفسه على أعتاب ثورة داخلية، وأن النار التي أشعلها في المنطقة مثل فتيل الديناميت وصلت إلى حدوده، فإنه يُطلق مثل هذه الهلوسة والتضليل الممنوح والتصريحات المضحكة والمتناقضة والمتكررة إلى درجة تجعل الواحد منا، يكاد أن يفقد عقله لأن أبسط مبادئ علم السياسة تقول إن إيران، أو منذ بداية الثورة، تعمل على نشر الإرهاب وتفريق الأمة الإسلامية وفق اعتبارات طهران الاستراتيجية التي تهدف إلى تفكيك دول المنطقة والهيمنة عليها، وكان الأولى أن تركز على مشكلاتها الداخلية مثل التنمية والبطالة والفقر وبعض الأمراض المنتشرة والتعليم، وأن تحسن ظروف المعيشة الصعبة التي يعانيها الشعب الإيراني.
وبسبب ممارساتها غير المألوفة عن الإسلام واستغلالها للدين بشكل مسيء وممارسات المليشيات الإرهابية التابعة لها، والتي تتغطى باسم الإسلام والتيارات الأخرى المتشددة والإرهابية، والتي لا تتورع عن ممارسة القتل والتفجير وترويع الآمنين وتصوير الإسلام على أنه بهذه الصورة، أخافت الناس من الإسلام وساهمت بقوة في انتشار الإلحاد.
إن تدخلات النظام الإيراني في كافة الجهات سواء في سوريا أو البحرين أو اليمن أو لبنان أو ليبيا أو دول أخرى عديدة تحمل رسالة واضحة وصريحة لجميع الأطراف بأن إيران دولة لا تريد العيش في سلام وأمن واستقرار مع جيرانها في المنطقة، بل تريد أن تمارس العنف والقتل والتدمير والهيمنة واحتلال أرض الغير، وكل ذلك باسم تصدير الثورة التي نص عليها الدستور الإيراني.
محمد الباهلي
* نقلا عن الاتحاد ااماراتية