الأخبار

#أحوازنا-الأحواز ليست كما كانت كي يتعاطى معها بعض الإعلام العربي بهذه الطريقة المضللة

"أحوازنا"
بأسلوب ساذج وسطحي وغير مهني تعاطت بعض الوسائل الإعلامية العربية خبر إعدام ثلاثة مقاومين أحوازيين كانت قد أعلنت السلطات الاحتلال إنهم أعدموا بسبب استهدافهم لمخفر شرطة في مدينة الحميدية غرب الأحواز العاصمة.

طريقة تعاطي هذه الوسائل الإعلامية كانت بعيدة تماما عن الحيادية والمهنية، إذ استندت في نقلها للخبر إلى الإعلام الفارسي فقط دون حتى أن تشير من قريب أو بعيد الى القضية الأحوازية المثبتة أصلا في العديد من الكتب التاريخية العربية والأجنبية السبب الرئيس في هذا الحدث والكثير من الأحداث الأخرى التي باتت تزداد وتيرتها في الآونة الأخيرة نتيجة تمادي الاحتلال الفارسي في انتهاكه لحقوق الشعب العربي الأحوازي.
المعروف أن القضية الأحوازية ليست وليدة اللحظة وكانت ولازالت تطرح ولو بشكل متقطع في الإعلام العربي ناهيك عن أن الشعب العربي الأحوازي لم يرضخ لعملية التفريس التي ينتهجها الاحتلال الفارسي منذ احتلاله لآخر إمارة أحوازية عام ١٩٢٥ ميلادي وبقي مرتبطا بأمته العربية رغم أن هذا الأمر عرضه ويعرضه للكثير من الضغوط باعتبار الدولة الفارسية تعتبر العرب عدوها الأول.

 لكن لماذا تعاطت هذه الوسائل الإعلامية بهذه الطريقة ناقلة الخبر من مصدره الفارسي دون محاولة ذكر الرأي المخالف للرواية الفارسية الأسلوب المعتاد التي تتبناه الصحافة المهنية؟ لا يمكن تفسير هذا الأمر غير أن هذه الصحافة تتبع أجندة الدولة الفارسية في المنطقة التي تحاول هذه الدولة المارقة من خلالها التسويق لنفسها على أنها على رأس الدول المحاربة ضد الإرهاب. وهذه دعاية جديدة أصبحت تستخدمها الدولة الفارسية ضد من تعدمهم بسبب مناهضتهم لها من أبناء الشعوب غير الفارسية كالعرب والأكراد والبلوش وغيرهم. 

 فبعد أن كانت تستخدم تهم محاربة الله والإفساد في الأرض ضد ضحاياها للتأثير على الشارع الفارسي وتفعيلا للبعد الدعائي الداخلي، ها هي اليوم تفعل البعد الخارجي لاستثمار أعمالها الشنيعة بعد اتفاقها النووي الأخير مع الغرب باعتبار أن الغرب يتعرض للإرهاب هو أيضا.

وما يحصل في سوريا والعراق خير دليل على أن الدولة الفارسية تتحرك بضوء أخضر غربي وإلا كيف للغرب أن يدين المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة ولا يتطرق ولو بإشارة إلى الميليشيات التابعة لهذه الدولة المارقة التي تسرح وتمرح في العراق وسورية وتقتل وتهجر علنا.

 في النهاية القضية الأحوازية ليست كما كانت ولا تستطيع الدولة الفارسية ومن يتبعها التعتيم على ما يحدث فيها مثلما كان يحدث في السابق. فهي اليوم حاضرة بشكل أو بآخر في المناسبات العربية وإذا كانت قد غيبتها الظروف الدولية وتم التعتيم عليها فها هي اليوم تظهر من جديد تنبئ بالكثير من الأحداث التي قد تجبر الكثير ممن يحاولون اليوم تغطية عين الشمس بالغربال على التعاطي معها باحترافية ومهنية وليس تضليلا وتزويرا للحقائق كما حدث فيما يتعلق بإعدام ثلاثة مقاومين أحوازيين ينتمون إلى قضية عادلة استنادا إلى الأعراف الدولية والشرائع السماوية.

المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

2016-8-19

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى