الأحواز في الإعلام العربي

#أحوازنا – المسار:حركة جيش العدل البلوشي قوة ضاربة أوجعت حرس إيران الثوري

حينما تأتي التساؤلات حول القوة المسلحة الضاربة التي أوجعت عناصر الحرس الثوري الإيراني؟، تقفز إلى الأذهان مباشرة: حركة “جيش العدل الجهادي البلوشي”، ويستطيع كل متابع، ومن خلال حسابها على تويتر “@jaishaladl_”، أن يبني مؤشرات عن قدرتها العسكرية في مقارعة نظام الملالي.

في السابع عشر من سبتمبر الماضي، أعلنت الحركة، إسقاط 9 جواسيس يعملون لصالح المخابرات الإيرانية، تورَّطوا في نقل معلومات سرية عن قيادات بارزة في الحركة بغية استهدافها بالاغتيال.

وللدلالة المعلوماتية أيضًا، تعلن حركة “جيش العدل” أن كوادرها الشباب استطاعوا بجهودهم الذاتية قتل أكثر من ألفي عنصر من عناصر ما يُعرَف بقوات الحرس الثوري – أحد أركان القوة العسكرية  الإيرانية – في محافظات بلوشستان.

 احتلال بلوسشتان

يقع إقليم بلوشستان جنوب غرب إيران، وتبلغ مساحته 200 ألف كلم2، ويحدها جغرافيًّا من الغرب كلّ من: باكستان وأفغانستان، ومن الجنوب بحر عمان، فيما يتجاوز عدد البلوش الواقعين تحت الاحتلال الفارسي منذ عام 1928 أكثر من 5 ملايين نسمة، ومن أهم مدن الإقليم “زاهدان، جابهار، سراوان، وزابل”.

وبحسب مقرّبين من جيش العدل البلوشي، تحدثوا لـ(المسار)، فإن النظام الإيراني بشقّيه الأمني والسياسي، لم يستطع فرض السيطرة على إقليم “بلوشستان” ذي الأغلبية السُّنية بشكل تام، لارتفاع وتيرة المقاومة ضدهم.

ويمكن القول أيضًا إن أبرز تنظيمَين بارزَين على الساحة البلوشية، اليوم، عسكريًّا وسياسيًّا هما: “جيش العدل”، و”حزب الشعب” البلوشيان.

 المقاومة المسلحة

تعتبر حركة “جيش العدل البلوشي”، استمرارًا لما يُعرَف بمنظمة “جند الله” بعد إعدام قائدها عبدالملك ريغي، في 20 يونيو 2010، عقب اعتقاله خلال محاولة سفره إلى قرغيزستان، وإرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في مطار “بندر عباس”.

وتطالب الحركة، من خلال نظامها الأساسي، بقيام حكم فيدرالي يحقق مطالب الشعب البلوشي، وأهل السُّنة، وكافة الشعوب والأقليات العرقية والدينية في إيران، وتؤكد أنهم لا يخوضون حربًا شيعية – سُنية، ولا يقاتلون النظام الحالي على أساس طائفي.

وأبرز وجوه الحركة قائدها صلاح الدين فاروقي، وإبراهيم عزيزي، ويهدف “جيش العدل” عبر عمله العسكري المقاوم إلى إرجاع حقوق الشعب البلوشي، والدفاع عن أهل السُّنة في إيران، ويُعدُّ أكبر التنظيمات المسلحة التي تحارب ملالي طهران.

ومن أبرز عمليات جيش العدل البلوشي، تصفية نائب قاعدة القوة البرية للحرس الثوري الجنرال نور علي شوشتري، و20 من قيادات الحرس الثوري، وتتمتع بحاضنة شعبية كبيرة بين أوساط الشعب البلوشي خصوصًا، وأهل السُّنة عمومًا. كما ينتشر عناصرها في جبال بلوشستان الوعرة داخل الحدود الإيرانية وليس الباكستانية.

لعبة التكفير

يحاول نظام الملالي الإيراني، اللعب على وتر تسويق التنظيمات المناوئة له بالمتطرفة والتكفيرية، وهنا نستحضر ما جاء على لسان صلاح الدين فاروقي في 25 أكتوبر 2014، خلال حوار له مع أحد المواقع الإخبارية، حينما قال: “ما يتعلق بوصف النظام الإيراني لمنظمتنا بالتكفيرية، فإن  هذه تهمة نرفضها بشكل قاطع، وليس لدينا أي صلة بجهات خارجية أو تنظيمات متطرفة كالقاعدة أو داعش”.

وأضاف إن “النظام الإيراني يمارس التطرف عندما يمنع أهل السُّنة من إقامة شعائرهم، ويحارب عقيدتهم، ويفرض العقيدة الشيعية على أهل السُّنة في بلوشستان وكردستان وتركمان صحراء وخراسان، وبندر عباس، وبوشهر وغيرها، وعندما نحتج على كل ذلك، يتهموننا بالتطرف”.

المقاومة السياسية

أما وجه المقاومة البلوشية السياسية والحقوقية، فترتكز على “حزب الشعب البلوشي”، والتي تملك حضورًا فاعلًا بين عتبات أروقة المؤتمرات الدولية والحقوقية للتنديد بممارسات إيران  الطائفية.

ويمثل هذا الحزب البلوش الواقعين تحت الاحتلال الفارسي (الإيراني) في منظمة الشعوب غير الممثلة بالأمم المتحدة (UNPO)، وهي منظمة غير حكومية دولية وديمقراطية، تأسّست عام 1991، بهدف “تحقيق العدالة للشعوب المضطهدة والمحتلة في العالم”.

وفي يوليو 2015، وتحديدًا في المؤتمر الثاني عشر لمنظمة (UNPO)، الذي انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، رفع كل أعضاء الشعوب غير الفارسية “الأحوازيون العرب، والأكراد، والبلوش”، طلبًا مباشرًا إلى هيئة الأمم المتحدة، مفاده أن النظام السياسي الحالي لا يمثلهم في المؤسسات الدولية.

ويُعتبر الناشط البلوشي “ناصر بلاده آي”، وجه حزب “الشعب” البارز فيها، كما اختير رئيسًا لمنظمة الشعوب غير الممثلة بالأمم المتحدة حتى عام 2019، خلفًا لمندوب الشعب التبتي، نجاوانغ تشاتلي. وترفع هذه المنظمة تقارير حقوقية إلى المنظمات الدولية كـ”الاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة”، حيال ما يحدث في بلدانها من اضطهاد، ويعتبرها ملالي طهران، أنها إحدى أدوات الضغط الكبيرة عليه في الحقلين الدولي والحقوقي.

المصدر: المسار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى