الأحواز في الإعلام العربي

#أحوازنا – المسار: التيار الوطني الأذري.. صداع مزمن للسياسيين والملالي في إيران

ربما السؤال الأبرز حالياً في منظومة مجابهة التغلغل الإيراني في المنطقة العربية والخليجية على حد سواء، تتمثل في دور القوى السياسية والمدنية الفاعلة في الشعوب غير الفارسية، التي يمكنها مواجهة نظام الملالي من  الداخل، وبخاصة أنها تطالب منذ عقود طويلة بحق تقرير مصيرها من “الاحتلال الفارسي”.

ويمكننا هنا التركيز على إحدى القوى التي سببت ولا زالت صداعًا مزمنًا لبيت الحكم وملاليه في طهران، ما يسمى بـ”التيار الوطني الآذري”، الذي يتجنب النظام نفسه التصادم معه، فمن هو هذا التيار الذي يخشى النظام من تعاظم نفوذه وقوته الشعبية؟

احتلال أذربيجان

في عام 1925 ألحق إقليم آذربيجان الجنوبي بالدولة الإيرانية بالقوّة العسكرية، وهو العام الذي احتلت فيه إيران إمارة عربستان (الأحواز) بموجب حملة عسكرية قادها “رضا بهلوي”، ويشير بعض المراقبين بأنه بعد الضم القسري لآذربيجان، حرمت الدولة الإيرانيّة الشعب الآذري من أبسط حقوقهم الإنسانية، فغيّرت أسماء عديد من المدن والبلدات والأنهر من “الآذرية” إلى “الفارسيّة”، ومنعت استخدام اللغة التركية (الآذرية) في المدارس والدوائر الرسمية.

ويبلغ عدد الأتراك الآذريين الواقعين تحت “الاحتلال الإيراني”، قرابة 30 مليون نسمة، 6 مليون منهم يقطنون في العاصمة طهران، ويتحدثون اللغة التركية الآذرية، ووفقاً لموقع الراصد الإلكتروني، فإن الأذريون يتركزون بشكل أساسي في محافظات: أذربيجان الشرقية، وعاصمتها تبريز، وأذربيجان الغربية، وعاصمتها أرومية، وأردبيل، وعاصمتها أردبيل، وزنجان، وعاصمتها زنجان، بالإضافة إلى تواجدهم الكبير في العاصمة طهران، وفي محافظتي قزوين وغُلستان.

وتشير إحصائيات إلى أن الأذريين وبقية الأتراك كالتركمان والقاشقاي وغيرهم، يشكلون 40% من إجمالي سكان إيران، ما جعل العديدين يصفون العاصمة الإيرانية طهران – التي يشكلون 60% من سكانها- بأنها ثاني أكبر مدينة تركية في العالم بعد إسطنبول.

قوة التيار الوطني

بحسب معلومات (المسار)، فإن النظام السياسي الإيراني يتجنب الصدام مع الأتراك الآذريين بعكس القوميات الأخرى، كالأحوازيين والكرد والبلوش، لسببين مهمين، الأول أعدادهم الكبيرة، والثاني نفوذهم داخل منظومة الدولة.

وعلى رغم وجود أحزاب وتنظيمات سياسية عديدة بين هذه القومية، إلا أن أقواها تنظيميًا التيار الوطني الأزري، وهو تيار عام  يشمل العديد من الشخصيات والتظيمات التركية الآذرية التي عملت من أجل تحرير أذربيجان من الاحتلال الفارسي.

ويعد التيار الوطني الأذري، بمثابة حركة اجتماعية وسياسية شاملة تعمل على توعية الشعب الاذري، وتقوية الروح الوطنية بين أبنائهم، وتنظيم أطيافه لحثهم على النضال ضد الاحتلال الفارسي.

وأثبت التيار قدرته على تنظيم وإدارة المظاهرات الاحتجاجية ضد الإهانات التي يتعرضون لها من قبل الدوائر الرسمية والإعلامية، ومن أبرز وجوهه “محمود علي جهرغاني، وصالح كامراني، وصالح يلدريم، علي رضا اردبيلي”.

وعند تتبع الملف “الآذري التركي”، يمكن الإشارة إلى العام  2012 حين قدمت النائب عن ولاية كاليفورنيا في الكونجرس “دينا رورباكر”، طلبًا مباشرًا إلى وزارة الخارجية الأمريكية، تشدد فيه على ضرورة مساندتهم لاستقلال إقليم أذربيجان عن إيران وإلحاقه بجمهورية أذربيجان المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، وهو ما أغضب حينها اللوبي الإيراني في أمريكا، من خلال تبنّى المؤرخ والناشط الإيراني في كاليفورنيا “محمد أميني” للموقف الرسمي لبلاده. وتتهم الأحزاب الآذرية الدولة الإيرانية بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري للسكان في أذربيجان.

المصدر: المسار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى