بيانات الحركة

بيان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في ذكرى الثانية والتسعين لاحتلال الأحواز

بسم الله الرحمن الرحيم

نكمل اليوم 20-04-2017 السنة الثانية والتسعون على سقوط الأحواز العربية في براثن الاحتلال الفارسي البغيض، يعني ما يقارب القرن من الزمان على التآمر البريطاني على إمارة الأحواز في الضفة الشرقية للخليج العربي. هذه الإمارة التي مكّنها استقرار وضعها السياسي والاقتصادي من قدرة التأثير على محيطها الإقليمي، وتوجهها نحو تشكيل قوة إقليمية عربية بقيادتها تكون لها القدرة على مواجهة تداعيات الحرب العالمية الأولى التي فرضت واقعاً سياسياً جديداً، ينحو نحو تحديد ملامح المنطقة وفقاً لما تقتضيه مصلحة القوى الاستعمارية المنتصرة. لم ترق هذه النزعة الأحوازية التي بدت وكأنها توجه مقاوم يمكن له أن يعيق مخط ط (سايكس بيكو) الاستعماري الذي لا زال حينها قيد الترسيخ عنوة ضد إرادة الشعب العربي. ولم يكن أمامهم سوى التخلص من هذا التوجه في مهده، بالقضاء على الكيان السياسي الذي يمثل هذا التوجه، سيما وأن المنطقة تمر بحالة (القص واللصق) حسب توزيع المصالح بين القوى الإستعمارية. وكان العقاب هو مكافأة الحليف الفارسي الذي قدم خدمات جليلة بالتآمر على شعوب المنطقة لصالح المستعمر، وتحقيق حلمه في التوسع نحو المشرق العربي، تمهيداً لاستعادة مجده البائد

دولة الأحواز التي كان لها وجود مؤثر في المنطقة، تم محوها من الخارطة السياسية، وقام المستعمر لتكتمل معالم جريمته هذه، بالسعي إلى طمس كل ما من شأنه أن يبقي على حق الأحوازيين يمكنهم من المطالبة بحقهم المغتصب، بل سد كل المنافذ التي تمكنهم من إيصال صوتهم للمجتمع الدولي.

ولكن الشعب الأحوازي، لم يستسلم لإرادة الأعداء، بل أطلق مقاومته من أول يوم وطأت فيه أقدام الفرس أرض الأحواز الطاهرة. مارس مقاومته بأساليب وأشكال مختلفة، فلم تكن المقاومة المسلحة الشكل الوحيد للمقاومة، بل تعددت جبهات المقاومة بتعدد أهداف المحتل التي تمكنه من ابتلاع الأحواز للأبد. استهدف تاريخها بالتزوير فوجد المقاومة التي تبطل إدعاءاته، لتفريس الأحواز، سعى إلى محاربة اللغة العربية والثقافة العربية، والتسمية العربية للمواليد، استهدفهم حتى في شكل ملبسهم وممارسة ما يتميزون به من عادات وتقاليد

النتيجة بعد مرور 92 عاماً من الاحتلال، نجد أن المحتل فشل فشلاً ذيعاً في تحقيق كل أهدافه في الأحواز. والواقع يشهد على ذلك. لا زال الأحوازيون يقاومون المحتل في كل الميادين، بل توسعت مساحة تحركهم بعد أن تمكنوا من كسر التابوهات السياسية التي رسخها المحتل إقليمياً ودولياً، وتجاوزوا كل الموانع والخطوط التي حالت دون الأحوازيين من تصعيد نضالهم.

يمكننا أن نقول لشعبنا الأبي في الداخل والمهجر بأننا نسير بخطاً ثابتة لتحقيق أهدافه. واننا بتوفيق من الله مقبلون بكل عزم على دك حصون المحتل في المنطقة العربية، وتجريده من كل مكسب سياسي حققه في المنطقة على مدى عقود من التضليل

كلنا الأحوازيون مدعوون إلى تصعيد نضالنا في هذه المرحلة التي تشهد فيها الدولة الفارسية انحصاراً سياسياً يكاد أن يجردها من حلفائها، ويجعلها دولة خطرة على السلم العالمي. أمامنا فرص علينا استغلالها بالعمل المفيد والناجز بعيد عن الترهات والمناكفات والمناطحات السياسية الانصرافية، التي لا طائل منها سوى اللهاث وراء المصالح الضيقة بضيق أفق أصحابها.

وبهذه المناسبة يسعدنا أن نجدد العهد لشعبنا و لشهدائنا وأسرانا، بأننا على درب الحرية والعزة الذى رسم بدماء شهدائنا و بصمود شعبنا، سائرون حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

       20 أبريل 2017

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى