حركة النضال: الانتخابات الفارسية مسرحية مخادعة الهدف منها تلميع صورة الدولة الفارسية القبيحة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ
صدق الله العظيم
أيها الشعب الأحوازي المجاهد الصابر المثابر…قيم الرجال العظام تكمن في مواقفهم وأفعالهم العظيمة، وتاريخنا مليء بأفذاذ الرجال الذين طبعوا – في كل مرحلة من مراحل تاريخنا- بصماتهم في سجل نضالنا المجيد الذي أضحى بمآثرهم سفراً نهتدي به وننهل منه قيم العطاء والتضحية، أخلصوا بعطائهم وبرزوا بمواقفهم … فخلّدهم التاريخ. فتاريخنا تليد، و رايتنا ستبقى خفاقة تتوارثها الأجيال حتى ينعم أهلنا بالحرية والأمن والسلام.
علينا أن نعلم أن هذه المرحلة التاريخية التي نمر بها بأحداثها ومعطياتها، هي مرحلة الحسم بالنسبة لنا كأحوازيين، تستدعي منا استيعاب ما تفرضه من تحديات، و التحلي بالحكمة في التعاطي معها، كي نرتقي بأدائنا لمضاهاة مكر العدو وأساليبه المخادعة، لنكون قادرين على إفشال مخططاته وكشف حقيقته للرأي العام العالمي.
يقترب الاحتلال الفارسي هذه الأيام من موعد عرض مسرحيته الهزلية المتكررة، مسرحية الانتخابات التي يسوق لها أزلامه من ضعاف النفوس والمستفيدون من وجوده على أرضنا، لإعادة إخراج المسرحية بصيغة مخادعة، الهدف منها تلميع صورة الدولة الفارسية القبيحة وسمعتها السيئة في الداخل والخارج. ولكن قيمة المسرحية بالنسبة للخارج لا تحدده طبيعة النظام، بقدر ما تؤثر فيه المشاركة الجماهيرية وخاصةً في مناطق الشعوب الغير فارسية المتضررة. فعليه فإن المشاركة في مهزلة الانتخابات تعني في المقام الأول تمليك النظام القائم حجة الشرعية ومبرر البقاء. لذلك فإننا نراهن على وعي شعبنا في تحويل مسرحية الإنتخابات الى عرض هزلي يكشف حقيقة النظام وخدعة التنافس الشكلي بين أقطابه، وزيف الشعارات التي ترفع من الدمى المتنافسة في هذه الإنتخابات، بالمقاطعة و إظهار الرفض لها بتنظيم مسيرات وطنية تتصدرها شعارات رافضة للاحتلال، وتؤكد على أن هذه الانتخابات لا تعني الأحواز و الأحوازيين في شيء. والعمل ضدها بكل الوسائل المتاحة.
أيها الأحوازيون الشرفاء
نحن على ثقة بأن عدونا يعي جيداً أن طبيعتنا المسالمة لا تعني الضعف، بل القوة التي دائما ميّزتنا عنه وحصنت أجيالنا من الوقوع فريسة لمخططات العدو في محو هويتنا وطمس عروبتنا، ومحو تاريخنا…طبيعتنا السلمية تجعلنا أكثر وعياً لطبيعة الاحتلال البغيض الذي عبث في أرضنا وسرق مقدراتنا وهجر وقتل الآلاف من أبنائنا وانتهك حرماتنا دون رادع أو وازع أخلاقي، و شعبنا الأحوازي بطبعه صبور فهو يمهل ولا يهمل. و في هذه المرحلة المفصلية التي بات فيها الاحتلال عاجزاً في مواجهة تنامي الوعي القومي والوطني لدى أبناء الشعوب غير الفارسية، وتيقنه من فشل عملية التفريس التي عمل عليها طيلة قرن بأكمله أو يزيد، لا يجد وسيلة لإيقاف هذا التطور الملحوظ المتنامي، غير الإفراط في أساليب القمع والتنكيل التي أصبحت هي أيضا لا تجدي نفعاً في تطمينه على مستقبله كمحتل لهذه الشعوب، بالرغم من ذهاب ضحية وحشيته الآلاف من شبابنا، وهُجر قسرا بالترغيب أو بالترهيب الكثير من مواطنينا ومواطني الشعوب غير الفارسية إلى أماكن نائية أملا في إيقاف هذا السيل الجارف الذي يوما ما سيغرق هذا الاحتلال وأدواته.
يا أبناء شعبنا المجاهد
إن النظام الحالي في طهران مصيره الهزيمة والسقوط ولم يتبق من عمره إلا القليل وهذه مقدمة لزوال الاحتلال الجاثم على صدورنا بإذن الله تعالى. لهذا هو اليوم بحاجة ماسة لكسب المزيد من التأييد داخليا كي يسوق نفسه كنظام ديمقراطي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة داخل جغرافية ما تسمى بـ”إيران”. وما ترونه من فعاليات تبدو جميلة بشعاراتها الخادعة المضللة في مناطق عديدة من الأحواز ما هي إلا نفس اللعبة التي أتقنها الاحتلال بالتكرار في مواسم الانتخابات التي يعد ويجدد نفسه بها، بغية تحقيق مشاركتكم المهمة له، خاصة في هذه الفترة التي أصبحت شرعيته فيها على المحك وهو مهدد بالحصار دوليا وإقليميا. فلا تساهموا بإطالة عمره، ولا تكونوا السبب بمشاركتكم في استمرار القتل والاضطهاد والفقر والبطالة… وكل الأساليب التي مارسها هذا النظام وأفقدت شعبنا السلام والأمن والحياة الكريمة.
أيها الأحوازيون
واقع المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها التي دمرها الفرس ما هي إلا نتيجة أحقادهم الدفينة لكل ما هو عربي. فلا تعينوا الفرس عبر مشاركتكم في هذه الإنتخابات، على قتل وتشريد وتجويع وتعذيب المزيد من أبنائنا في الوطن العربي بأكمله.
إن الاحتلال الفارسي يمارس منذ عشرات السنين أبشع صور القتل والدمار والتهجير والتعذيب الممنهج والتطهير العرقي، والبعض منا لا يزال يرجو الخير من هذا الاحتلال. لكن اليوم قد تغير الأمر لأن تسارع الأحداث في المنطقة العربية، وتورط إيران في وحل سوريا والعراق واليمن، وكسر القضية الأحوازية قيد الحصار الذي دام عليها تسعة عقود، وتفاعلها مع المحيط الإقليمي… أظهر وجه الاحتلال البغيض أكثر من أي وقت مضى وتكشفت عوراته داخليا وخارجيا وهو اليوم يستجدي الأصوات عبر استخدام كل الوسائل غير النزيهة وعبر الوعود الكاذبة. فمقاطعة الانتخابات هو أقل ما يمكن أن نفعله وهذا أضعف الإيمان لوقف وحشية هذا الاحتلال الذي تتكشف يوما بعد يوم رفضه لأي إمكانية تتيح للعرب فرص العيش في أمن واستقرار وسلام وأولهم الأحوازيون المتمسكين بعروبتهم .
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
صدق الله العظيم
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
16-5-2017