بيانات الحركة

بيان: الذكرى السنوية الثامنة والثلاثون لمجزرة الأربعاء السوداء

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة والثلاثون لمجزرة ارتكبها المحتل الفارسي ضد الشعب الأحوازي في مدينتي عبادان والمحمرة عرفت – لبشاعتها – بمجزرة الأربعاء السوداء التي نفذها بأوامر من المقبور خميني، المجرم أحمد مدني الذي عين حينذاك حاكما عسكريا على الأحواز. نُفذت الجريمة على مدى ثلاثة أيام من 29 إلى 31 من أيار مايو من عام 1979.

إن قناعات الدول المحتلة  في كل مكان وزمان هي واحدة، لفرض سلطانها على الشعوب، وإشباع نزعاتها السادية… وهذه القناعة التي توحدها، هي أن أفضل وسيلة لإخضاع الشعوب هو إرهابها بإراقة الدماء وإشاعة شبح الموت في كل مكان، و تفصيل قوانين ودساتير البلاد وفق إرادة الزعيم الأوحد وسدنته من الفاسدة المفسدة، بحجة الأمن والحفاظ على “الوطن”. بينما الحقيقة هي الرغبة في كسر إرادة الشعوب وتطويعها لضمان الظفر بحكم مطلق، في دولة احتلال لا قيمة لحقوق المواطنين فيها إلا بمقدار قربها من مصلحة الطغمة الحاكمة.

ولم يشذ عن هذه القاعدة نظام المقبور خميني، بالرغم من توشحه بشعارات تدعو إلى الاقتداء بسماحة الإسلام في نشر العدل والمساواة، والعمل بمبادئه السمحة، التي لم تكن سوى مزايدات خدع بها الشعوب المضطهدة داخل خارطة ما تسمى إيران، ودفع الشعوب الإسلامية المقهورة في كل مكان تستبشر خيراً بهذه القيادة التي تستدعي القيم التي تؤمن بها و طالما نادت بها للخروج من أزماتها…

لم تستر هذه الشعارات الترويجية عورة هذه الطغمة طويلاً، بل سرعان ما افتضح أمرها حينما سقطت في أول امتحان يضع مصداقيتها على المحك وذلك عندما أنكرت على الأحوازيين حقهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة والمكفولة في القوانين الدولية، بالإرهاب ونشر الرعب بين الآمنين، إذ قتلت في مدينتي المحمرة وعبادان في خلال ثلاث أيام، أكثر من 300 مواطن أحوازي ومئات من الجرحى وآلاف الأسرى في مجزرة شنيعة خلدت للذاكرة تحت مسمى مجزرة الأربعاء السوداء، وأتبعها المجرم مدني بعقد محاكمة صورية للعشرات من الأحوازيين في مدينة المحمرة، و نفذ بحقهم جميعا أحكاما بالإعدام رميا بالرصاص فورا في ساحة المدينة. هذه الأعمال الإجرامية وغيرها كانت بدايته التي امتدت عقوداً من الدمار والقتل والتشريد عانى منها الشعب الأحوازي كثيراً… لذا كان منذ بدايته خير من يمثل دول الاحتلال وأنظمة القمع والديكتاتورية في أبشع  صورها.

إلا أن الشعب العربي الأحوازي، لم تثبط عزيمته جرائم الإرهابيين، ولم ترعبه تجاوزات المرعوبين، بل أصبح أكثر أصراراً على انتزاع حقه. ووثق هذه الجريمة الشنعاء لتبقى حية في ذاكرة الأجيال، لأن الاقتصاص لضحايا هذه المجزرة سيكون بتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعيش الكريم.

ونحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز على ثقة بأن دوام الحال من المحال مهما طال الأمد. وما تشهده المنطقة والأحواز من ضمنها مؤشرات مبشرة لوصول الدولة الفارسية المتورطة في كل بؤر التوتر في المنطقة، إلى نهاية تَجَبَرِها.

نفخر بصمود شعبنا الصبور على المحن، ولسان حالنا يردد قول الشاعر:

تصفو الليالي بعد كدرتها *** وكل دور إذا ما تم ينقلب

نعم دور دولة الاحتلال الفارسي شارف على الاكتمال، وأن دماء شهداء المحمرة وغيرها سوف تثمر زهوراً ورياحين.         

المجد والخلود لشهداء الأحواز

 النصر لثورة شعبنا

 حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

29/5/2017

   

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى