تقارير

#أحوازنا-التقرير الشهري لموقع "أحوازنا" آب/أغسطس 2017

يرصد هذا التقرير أبرز النشاطات التي قام موقع حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "أحوازنا" بتغطيتها، خلال شهر آب/أغسطس 2017.

وبداية مع النشاط الخارجي، حيث أقامت المؤسسة العربية الأوروبية للعلاقات الدولية في مدينة لاهاي الهولندية ندوة تحت عنوان: "تداعيات الصراع العربي-الإيراني على القضية الأحوازية"، بمشاركة عدد من الباحثين العرب والأحوازيين، تطرق فيها الباحثون إلى دور وأهمية القضية الأحوازية في إطار الصراع العربي-الفارسي وانعكاسه على القضية الأحوازية ومنطقة الشرق الأوسط.

وشهد هذا الشهر الذكرى الأولى لاستشهاد ثلاثة من خيرة شباب الأحواز المقاوم (17/8/2016)، وهي مناسبة أكدت فيها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز على الوفاء لمسيرتهم ودمائهم وتضحياتهم، تكريماً لكل شهيد أحوازي، واستمرار النضال حتى تحرير كامل الأحواز.

ووفاء لمسيرة النضال، شهدت الأحواز في هذا الشهر، عمليتين نوعيتين للمقاومة الوطنية، إذ هاجمت مجموعة مسلحة من المقاومة الوطنية الأحوازية، دورية تابعة للاحتلال الفارسية (حراس البيئة بمرافقة ميليشيا الباسيج)، في قضاء العميدية شرق الأحواز، وأسفرت عن إصابة مستوطن فارسي. كما هاجم مقاوِمَانِ أحوازِيَانِ بلدية بلدة الجراحي التابعة لقضاء معشور، نتيجة دورها في اغتصاب أراضي المواطنين الأحوازيين.

ويشكِّل استمرار المقاومة الأحوازية للاحتلال الفارسي وتصاعد وتيرتها، حالة قلق وخوف في الأوساط الرسمية للاحتلال، لذا شرعت مليشيا الباسيج في الأحواز بتسليح منتسبيها بعد صدور قرار من القيادة العامة للأمن في الدولة الفارسية يسمح لمنتسبي الباسيج بحمل السلاح خارج نطاق العمل، وإقامة دورات تدريبية على حمله واستخدامه، تشمل الشباب وكبار السن والأطفال القصر والنساء. كما أعلنت دولة الاحتلال عن تعيين أكثر الضباط الفرس بطشاً ووحشية: "العميد حيدر عباس زاده"، قائداً جديداً لقوى الأمن في شمال الأحواز.

إضافة إلى إعلان دولة الاحتلال عن مخطط جديد يقضي بتدخل قوات الحرس الثوري لمواجهة الحراك الثوري المتصاعد في قضاء معشور، بعد فشل جهاز المخابرات وقوى الأمن في التصدي للمقاومة الوطنية الأحوازية.

إنّ إصرار الاحتلال الفارسي على النهج القمعي والعنفي تجاه الشعب الأحواز، جعل الدولة الفارسية في التقرير الصادر عن منظمة "التحرر من التعذيب"، الدولة الثانية بعد سريلانكا من حيث استخدام التعذيب كوسيلة لقمع النشاط السياسي وزرع الخوف في المجتمع وأخذ الاعتراف بالقوة كعقاب للنشطاء.

وتتعدّد أشكال القمع والتعذيب لتشمل القتل والاعتقال خارج إطار القانون، إلى مصادرة الأملاك والتضييق المعاشي، والمحاصرة الثقافية والدينية، وسواها. إذ أصيب مواطنان أحوازيان بجروح بالغة وسط مدينة معشور جنوب الأحواز إثر تعرضّهما لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، وتم نقلهم إلى وجهة مجهولة. فيما اعتقلت قوات الاحتلال هذا الشهر أيضاً، شقيقين أحوازيين بسبب نشاطهما في مجال الدعوة الدينية، وسط غموض يلف مصيرهما.

وفي ذات سياق التضييق الديني، داهمت قوات كبيرة تابعة للاحتلال الفارسي منطقة الكرخة غرب مدينة السوس، واعتقلت عشرات الأحوازيين أثناء إقامتهم صلاة الجماعة واقتادهم إلى مكان مجهول، بعد ضرب المصلين بالهراوات والعصي. كما استدعت مخابرات الاحتلال عدداً من الناشطين الأحوازيين والقائمين على حملة "عيدكم مبارك" للتحقيق معهم، وحذرتهم من الاستمرار في حملات التهيؤ لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وصادرت بطاقات تهنئة عيد الأضحى وقصص الأطفال باللغة العربية، وألزمت بعض الناشطين توقيع تعهدات بإيقاف الحملة، فيما اعتقلت أحد ناشطيها ونقلته إلى جهة مجهولة.

واحتجاجاً على استمرار الاعتقالات، بدأت حملة إضراب عن الطعام من قبل الأسرى الأحوازيين في السجن المركزي في مدينة "أردبيل" شمال إيران وسجن "رجائي شهر" بمدينة كرج.

وتسعى سلطات الاحتلال عبر سياسة الاعتقالات المستمرة إلى ترهيب الشعب العربي الأحوازي، ومنعه من مقاومة الاحتلال أو المطالبة بأي من حقوقه التي تستمر سلطات الاحتلال في انتهاكاها بشكل يومي ومستمر. حيث سرّب ناشطون وثيقة تظهر اتفاقاً بين حاكم محافظة فارس ووزارة النفط، تقضي باعتبار 9 مدن جنوب المحافظة مناطق تابعة لقضاء عسلو جنوب الأحواز، من أجل تسهيل توظيف آلاف المستوطنين على اعتبار أنهم من سكان المنطقة، مقابل تكريس حالة البطالة في صفوف أبناء الأحواز أصحاب الأرض والثروات. بل إنّ تعمّد التضييق المعاشي، يشمل تعمّد عدم صرف مستحقات القلة التي يتم توظيفها من أبناء الأحواز، وهو ما دفع عدداً من عمال شركة "الصلب والحديد" لتنظيم احتجاج أمام مبنى الحاكم العسكري في الأحواز العاصمة، إلى جانب احتجاج آخر لعمال بلدية مدينة "الفلاحية" أمام مبنى البلدية نتيجة عدم صرف رواتبهم المتأخرة منذ عدة شهور.

تعمُّد التضييق هذا، يمكن ملاحظته في كافة مجالات الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال، سيطرت حالة من الخوف لدى سكان عدة قرى في قضاء معشور جنوب الأحواز العاصمة، بعد انتشار تقارير طبية وبيئية تحذر من وجود بكتريا الكوليرا في المياه التي يستخدمها سكان هذه القرى. وذلك نتيجة لما قامت به سلطات الاحتلال من عمليات أدّت إلى انخفاض منسوب مياه الأنهار الأحوازية وارتفاع مستوى الملوحة فيها فضلاً عن تلوثها بالنفايات التي تنتجها المصانع وشركات البتروكيماوية. حيث أدّت كذلك إلى انتشار أمراض جلدية مثل الليشمانيا وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض سرطانية مثل سرطان المعدة، وسرطان الأمعاء والقولون، في صفوف الأحوازيين.

ومن ذلك أيضاً، ما كشفته إحصائيات رسمية فارسية، عن أرقام خطيرة لضحايا حوادث المرور في شمال الأحواز، والتي تجاوزت 24 ألف وفاة في السنوات الماضية، وتضاعف عدد الإصابات التي تؤدي غالبا للعجز التام. والتي زادت بنسبة 43% في فصل الصيف هذا مقارنة بفصول السنة السابقة.

ويتّسع هذا التضييق، ليشمل تعمّد سلطات الاحتلال تجهيل أبناء الأحواز وتعمّد نشر الأمية بينهم، ومنع تعلّمهم أو عدم توفير البنية العلمية المناسبة، إضافة إلى منع تعلّم اللغة العربية. وهو ما حدا بعدد من أهالي قرى قضاء الخلفية جنوب شرق الأحواز العاصمة، إلى تحويل بيوتهم إلى مدارس. وخصوصاً أنّ إحصائيات رسمية فارسية كشفت عن وجود أكثر من 25 مدرسة متداعية غير صالحة للتعليم في قضاء الخلفية، ووجود 22 مدرسة متنقلة في قضاء الخلفية، تُستَخدم فيها حاويات نقل البضائع صفوفاً للطلاب، ما جعل الكثير من الطلاب يعزفون عن الاستمرار في التعليم.

فيما تمتد سياسات الاحتلال الممنهجة هذه، لتشمل كافة الأقاليم القومية المحتلة في جغرافية إيران السياسية، والتي تشهد هي الأخرى بدورها حالة مقاومة للمحتل الفارسي، حيث شهدت مدينة "سرافان" الواقع جنوب شرق بلوشستان المحتلة، هذا الشهر، اشتباكات عنيفة بين قوات جيش العدل البلوشي وقوات "الباسيج" التابعة لقوات الحرس الثوري المحتل بمساندة بعض العناصر الباكستانية المدعومة من إيران لزعزعة دولة باكستان، فيما تكبدت قوات الاحتلال الفارسي والعناصر الباكستانية المساندة لها خسائر كبيرة في الأرواح. كما هاجم مسلحان بلوشيان اثنان مبنى حاكم ناحية بيشين التابعة لقضاء سرافان في بلوشستان، وقتلا عنصرين من قوات الاحتلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى