آراء ومقالات

الإزدواجية واللغة العربية

من خلال هذا المقال ﺳﺄﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍلإﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﻭﺃﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ومكانة العامية وتأثيرها على الفصحة، ومن ثما أتي بالحلول للخروج من مأزق التحديات والهواجس التي تعيق بها ، داعي الله سبحانه تعالى أن يجعلها خدمة لشعبي وأمتي .

الإزدواجية إنشطار في الشخصية ويعاني منها المتعلم وغير المتعلم على حد سوى . ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍلإﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻈﻬﺮﺍً ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ، ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﻭﻣﻨﺎﺑﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺮﺽ ﺍلإﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻛﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ .

ﺍلإﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ،ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ، أﻭ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺻﻔﺎﺕأو يزعم أنه يخدم الهوية العربية لكنه يكتب وينشر بلغة أجنبية. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، ﻓﻬﻨﺎﻙ إﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ،ﻟﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺼﻨﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺮﺽ.

أما الإزدواجية اللغوية و هي من أهم المشاكل و العوائق اللغوية الإجتماعية التي تستهدف اللغة العربية الفصيحة والعالم العربي بأكلمه هي كالتالي :

ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘُﺒﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻲ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﻐﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﺎﺋﻘﺎً ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺳﻮﺗﻴﺮﻭ ﺑﻮﻟﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻷﻣﺪ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺑﻴﻦ ﺍلفصحة ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻛﻠﻐﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ‏( ﻟﻘﺪ ﺣﻠﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ "ﺩﻳﻤﻮﺗﻴﻜﺎ " ﻟﻐﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍلفصحة "ﺍﻟﻜﺎﺛﺎﺭﻓﻮﺳﺎ" ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻜﻮﻣﻲ‏) و ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ  ﻭﺇﻥ ﺗﻜﻦ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ، ﺃﺩﺍﺓ ﺑﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻌﺎﺋﻖ . ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ ﻭﺣﺴﺐ؛ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﺬﻭ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﺑﻞ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻟﻘﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ وايضاً ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺭﻣﺰ ﻭﺗﺬﻛﺮﺓ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻧﻘﺺ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ القومي .

الإزدواجية في اللغة العربية تكمن بالصراع الذي يدور بين الفصحة والعامية و ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺇﻥ ﺗُﺮﻛﺖ ﺩﻭﻥ ﺿﻮﺍﺑﻂ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺎلفصحة ﻭﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﺇﺛﺮﺍﺀﻫﺎ ﻭﺳﻌﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ . ﻭﻫﺬﺍ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺤﺴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻷﻭﺿﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺳﺄﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :

ﺗَﺨﻴَّﻞْ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻮ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻛﺘﺒﻨﺎﻫﺎ؟ ﻭﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻌﺒﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﻠﻊ ﺻﻮﺕ ناشر ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ من الخليج إلى البحر . ﻭﻣﺜﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ  ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ؛ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﻖ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﻧﺎﻗﺼﺎً، ﺑﺎﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺣﻘﻞ ﺗﺨﺼﺼﻪ ﺃﻭ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .

ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻤﻂ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻳﺘﻜﻠﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻮﺍﺯﻳﺎً ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺍلفصحة. ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺩﻳﻨﻴﺎً، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻬﺎ؛ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻣﺘﻜﻠﻤﻴﻬﺎ؛ ﻟﺬﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﺘﻄﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ . ﻭﺑﺎﺧﺘﻼﻁ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ، ﻣﺘﻜﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ، ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺃﻭ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﻣﻦ ﻟﻐﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺗﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ – ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺴﻖ ﻃﺒﻴﻌﻲ- ﻟﻐﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻛﺄﺳﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﻌﻮﺍﻣﻞ ﻣﻜﻮﻧﺔ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ . ﻭﺇﻥ ﻗَﻞَّ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻐﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺘﻤﺎً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻷﻱ ﻟﻬﺠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻮ ﻛُﺘﺒﺖ ﺃﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ . بعد أن تبين موقف العامية ومخاطرها على اللغة العربية الفصيحة الأم فلابد أن اطرح الحلول التي لاتعرف الحدود الجغرافيا بل أنها تخاطب كل الوطن العربي ولاسيما شعبنا الأحوازي الذي بات بين المطرقة والسندان وهي كالتالي :

١- ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺱ، ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ، ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ.

٢- ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ، ﻭﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ،

ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﺸﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ، ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻗﺎﺕ، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻗﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻘﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

٣- ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻛﻠﻐﺔ ﺧﻄﺎﺏ ﻳﻮﻣﻲ.

٤- ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ.

٥- ﺇﻋﻼﺀ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ.

٦-ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻌﻤﻞ ﺷﻌﺒﻮﻱ ﻭﻧﺨﺒﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ العام ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ الفصيحة، ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻨﻮﺍ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻟﺮﻓﻊ ﺳﻮﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ.

٧- ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﺪﻯ  ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔ.

٨- ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﻤﻨﻊ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ التي تكتب بالعامية ك القصص و الشعر الشعبي ، ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻲ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ للغة العربية الفصيحة.

٩- ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﻣﻘﺪﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﺗﻔﻨﻴﺪﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮﺭ.

١٠- ﺿﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺃﺑﺴﻂ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺃﺻﻼ، ﻭﺇﻥ ﺗﻤﺖ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻟﻐﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ، ﻓﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﻣﻴﺎﺕ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻋﺪﺩﺍ، ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻌﻴﺪﻫﺎ ﺃﺻﻼ ﻣﺘﻌﺬﺭﺓ.

  المصادر:

1- ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﺎﻡ ١٩٦١ .

٢-"ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ" للدكتور صبحي صالح .

٣-"أسس علم الإجتماع" للدكتور محمود عودة .

٤- مؤتمرات النهوض بالعربية لمركز الدراسات الفكر العربي.

موسى الخالدي

المصدر :موقع بروال

تنويه:تم استخدام التسمية الصحيحة لوطننا الأحواز بدلا من الإسم المزور(ا ل أ ه و ا ز)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى