آراء ومقالات

أهلا بكم في امبراطورية ولي الفقيه ذات المكائن الروسية والامريكية؟!

تمهد إيران لدخول قوات الحرس الثوري بشكل رسمي ومعلن للجنوب العراقي تحت حجة حماية سكان الجنوب من الابادة الجماعية وحماية المراقد الشيعية هناك، حيث من المقرر أن توفر تهديدات الدولة الاسلامية “داعش” الحجة والغطاء القانوني للحرس الثوري الإيراني حتى يتمدد الحرس الثوري في جنوب العراق وذلك استنادا للاتفاقية الأمنية المبرمة ما بين إيران وحكومة رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي. من يتابع تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني في الاسابيع الماضية يجد وبسهولة خيوط هذا التمهيد العسكري الإيراني،خاصة وأن معظم رجالات السلطة في إيران أخذوا يقارنون ما بين دخول قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين وحق إيران في ارسال قوات عسكرية أسوة بالمملكة العربية السعودية لجنوب العراق وفقا لاتفاقية نوري المالكي الأمنية.

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية في الايام الماضية صوّر ومشاهد لجموع بشرية تجتاز المنافذ الحدودية الإيرانية مع الجنوب العراقي وهي تهرول مشيا على الاقدام،حيث دخلت هذه الجموع البشرية للاراضي العراقية تحت اسم “مشاية كربلاء” دون اجرائات دخول و خروج قانونية متعارف عليها ما بين الدول.

والتقطت هذه الصوّر والمشاهد بواسطة كاميرات عالية الدقة وسرعان ما تسللت مشاهد سقوط الحدود الايرانية العراقية على يد “مشاية كربلا” الى شبكة الانترنيت و منها الى وسائل التواصل الاجتماعي و تلتها أخبار غير رسمية حول فتح الحدود الإيرانية مع الجنوب العراقي بشكل رسمي والسماح للمواطنين العراقيين بالتردد وبسياراتهم الخاصة دون الحاجة لأخذ تأشيرة دخول للاراضي الإيرانية.

كيف سمحت إيران التي تسيطر أجهزتها الأمنية على الانترنيت بشكل كامل و تتحكم بجميع شبكات التواصل الاجتماعي،لخروج مشاهد وصوّر عالية الجودة للعالم،هل تقصد طهران تشبيه عملية سقوط الحدود الايرانية مع الجنوب العراقي بعملية سقوط جدار برلين عام 1989م و تبرير فعلتها التي تعد اعتداء سافر على سيادة دولة مجاورة معترف بها دوليا.

تأتي هذه الانباء وفي هذا التوقيت بالتحديد لتؤكد لنا صحة التكهنات الصحفية التي نشرت أخيرا حول نية إيران في ضم الجنوب العراقي للخارطة الإيرانية خلال النصف الأول من العام الميلادي المقبل.

عندما دخلت القوات العراقية في الثاني م آب/أغسطس من عام 1990 للاراضي الكويتية و سيطر النظام العراقي على آبار النفط في الكويت،قال وقتها احد المحلليين السياسيين أن العراق وضع لقمة كبيرة للغاية في فمه،فاذا تمكن من قضمها لا يمكن أن يتنازل عنها وأن أخرجت من فمه سوف تخلع معها جميع أسنانه.

أنطبق هذا التحليل على العراق،حيث شنت الولايات المتحدة هجومها العسكري تحت غطاء دولي من أجل تحرير الكويت و استمرت بفرض عقوبات موجعة للنظام العراقي السابق و التي طبقها العرب تطبيقا كاملا قبل غيرهم وبدأت مأساة العراق منذ ذلك الحين ولكن وحسب اعتقادي لا ينطبق هذا التحليل على إيران،فإذا أقدمت إيران على ضم الجنوب العراقي لاراضيها تحت أي ذريعة كانت سوف تقضم الجنوب العراقي بأسرع مما يتصوره المراقبين والسبب بسيط جدا وهو أن العراق دخل الاراضي الكويتية دون اتفاق شامل مع الولايات المتحدة الامريكية ولا بالتنسيق مع الحكومة الكويتية ولا لسبب عقائدي(طائفي) في حين تتقدم إيران في المنطقة العربية و تحتل الموقع تلو الآخر بالتنسيق مع الامريكان واعتمادا على أحزاب و تنظيمات سياسية وميليشيات طائفية موالية لها وبغطاء عقائدي.

الولايات المتحدة الامريكية تواطئت مع إيران وهي بصدد الانسحاب التدريجي من منطقة الخليج،يأتي هذا الانسحاب بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وسوف تترك امريكا،دول مجلس التعاون الخليجي تحت وصاية الحرس الثوري الإيراني ولعل ابرز علائم التواطئ الامريكي هي سياسات سلطنة عمان الدولة الخليجية التي استضافت المفاوضات السرية الايرانية الامريكية وخطة انسحاب الاسطول الامريكي الخامس من مياه الخليج ،الانسحاب الذي زاد من مخاوف دول هذه المنطقة ودفعها لاتخاذ خطوات التكامل الأمني والعسكري بينها مباشرة في محاولة لإيجاد منظومة دفاعية تقيها من التمدّد الإيراني المتوقع ومنها ما جاء في قمة الدوحة أخيرا.

تأتي خطوات دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التمدّد الإيراني ضعيفة وخجولة ومتأخرة للغاية. لم تلجئ هذه الدول لاستخدام أوراق الداخل الإيراني للجم طهران حتى الان في حين أكملت إيران طوقها على هذه الدول من خلال استخدام أوراق داخلية في لبنان و سوريا و العراق واليمن والكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية،فلولاء الاحزاب و التظيمات العربية الموالية لإيران لم تتمكن طهران من تحقيق كل هذا التمدد الذي جاء على حساب الأمن القومي العربي.

باستثناء المملكة العربية السعودية باقي دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت شبه مستعدة نفسيا للتعايش مع الواقع الجديد وهيمنة إيران على المنطقة،الكويت وقطر و سلطنة عمان على سبيل المثال أصبحت أقرب بسياساتها الخارجية لإيران من اشقائها الخليجيين.

اما أبناء الشعب العربي الاحوازي خاطبوا قيادات دول مجلس التعاون الخليجي كرارا أن يلتقطوا أوراق الداخل الإيراني وأن يبتعدوا عن الخطاب الطائفي لمواجة طهران،حتى لا تتكرر التجربة الاحوازية و يحدث لاوطان عربية ما حدث للاحواز في العشرين من ابريل/نيسان من عام 1925م.

 لم يستمع أمراء الخليج لصرخات الاحوازيين خاصة وأن إيران تعمدت بإثارة النعرات الطائفية في المجتمعات الخليجية بقيت تسهيل التغلغل الايراني في هذه المجتمعات الغير متجانسة أساسا ونجحت حتى الان و أصبح العرب في المنطقة أمام مشهد غريب بالنسبة لهم لكنه غير غريب بالنسبة للاحوازيين وهو بدأ عملية التفريس العنصري والوحشي وقضم وابتلاع أوطان العرب و القضاء على الشيعة قبل القضاء على أهل السنة كما فعل الفرس في الاحواز.

بقلم:حامد الكناني

المصدر: موقع كارون الثقافي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى