آراء ومقالات

حراك أحوازي عالمي لمواجهة التوسع الفارسي

تعتزم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في إيران تسيير وفود من الحركة إلى دول عربية لكسب الدعم السياسي لقضيتها الأساسية، بعد التحذيرات المتكررة لأشقائها في الخليج والدول العربية من خطورة المشروع الفارسي التوسعي والذي أصبح مكشوفا للجميع حاليا خلال العام الحالي. وقال رئيس الحركة حبيب جبر في تصريح لـ"مكة"، إن الحركة ستعمل على تحريك نشاط سياسي وإعلامي كبير في الخارج ومتواصل خلال العام الحالي من ضمنه تنظيم مظاهرات خلال الشهر الحالي والشهرين المقبلين، فضلا عن مؤتمر سياسي كبير يجمع مفكرين وسياسيين وإعلاميين عربا وأجانب دعما لقضية الأحواز، إضافة إلى تسيير وفود من الحركة إلى دول عربية وأجنبية لكسب الدعم السياسي.

وقال جبر: إن الحركة أصدرت بيانا في بداية العام الحالي شرحت فيه برامجها وفعالياتها لعام 2015، وهي لا تقتصر على نشاطها في الخارج، وإنما تشير هذه الفعاليات إلى نشاط غير مسبوق "ستقوم به الحركة داخل الوطن المحتل بالتنسيق مع الشعوب غير الفارسية ضد العدو الإيراني". وحول الجنسيات العربية المختلفة والشعوب غير الفارسية المشاركة مع الحركة، لفت جبر إلى أن عدالة قضية الأحواز واتساع دائرة عدوانية الدولة الإيرانية ضد الشعوب في المنطقة يدفع هذه الشعوب للمشاركة في أي تظاهرة تندد بالاحتلال الفارسي، فضلا عن أن الحركة سعت منذ بداية انطلاقتها إلى بناء علاقات مع أحزاب وتنظيمات ومؤسسات عربية وغير عربية على المستوى الرسمي والشعبي، مبينا أن الحركة أولت في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا لبناء علاقات استراتيجية مع أحزاب وحركات الشعوب غير الفارسية، واستطاعت أن تعمق هذه العلاقات مع هذه الجهات، خصوصا تلك التي لديها عمل ملموس على الساحة الداخلية. لذلك تجد حضور جاليات هذه الشعوب لافتا في أي نشاط للحركة، فضلا عن تفاعل أشقائنا العرب مع قضيتهم العادلة القضية الأحوازية.

وأخيرا قدرة الحركة في تنظيم وإدارة المظاهرات عامل أساسي في نجاحها.

وفيما يتعلق بموقف الحركة من التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي، أكد جبر أن الحركة تؤمن بمبدأ المصير الواحد والمشترك لكل أبناء الأمة العربية على مستوى الوطن العربي الكبير، لذلك أي تهديد أو تدخل من أي طرف أجنبي لأي بلد عربي يعدّ عدوانا على كل الوطن العربي بما فيه الأحواز.

وعدّ حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حركة تحررية عروبية ولدت من رحم الشعب العربي الأحوازي، مشيرا إلى أنها ستكون سباقة في مواجهة التهديدات الفارسية للبلدان العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية.

وأوضح جبر أن المشروع الفارسي التوسعي الذي حذرت منه الحركة الشعوب العربية والخليجية أصبح مكشوفا للجميع "بل تصرح به المؤسسات العسكرية والسياسية والأمنية الإيرانية بكل وقاحة، وهو مشروع بكل تأكيد سيكون على حساب العرب ودول الخليج العربي".

وأبدى جبر أسفه لعدم أي تحرك ملموس من الدول المستهدفة من قبل إيران في وضع مشروع مضاد للمشروع الفارسي التوسعي، يأخذ في الحسبان كل العناصر المؤثرة في نجاح هذا المشروع، ومنها قضية الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل إيران، مبينا أن دعم هذه الشعوب سيحقق المصلحة المشتركة لكلا الطرفين، وستكون حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في الخطوط الأمامية في أي تطور لأي صراع عربي – إيراني، وفي تصديها للمواقف الإيرانية المعادية للعرب.

وذكر جبر أن الإعلام هو الحلقة الأضعف في نضال الشعب العربي الأحوازي ضد الاحتلال الفارسي، وذلك نتيجة التعتيم الإعلامي الذي فرضته سلطات الاحتلال على الأحواز، وحاول الاحتلال أن يعزل الشعب الأحوازي عن محيطه العربي، ونجح إلى حد كبير في السنوات الماضية. وأضاف "شارك الإعلام العربي مع الأسف الشديد في التعتيم على القضية الأحوازية ومارس ذات السياسة ضد شعبنا سواء نتيجة جهله بالقضية أو مجاراة لسياسة دولة الاحتلال. إلا أنه بعد الثورة المعلوماتية وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة القنوات الفضائية قد حظيت قضيتنا بالشيء القليل من تسليط الضوء عليها، ونحن نعمل جاهدين من خلال فعالياتنا في الداخل والخارج على أن نعرف بقضيتا".

4 مخاطر تتهدد الأحواز

  • من أهم مخاطر هذا المشروع هو الموت البطيء للأنهر الأحوازية وفي مقدمتها نهر كارون والكرخة والجراحي والدز، ويترتب على ذلك جفاف الأرض وتصحرها بعد أن أحياها الله آلاف السنين بماء هذه الأنهار العذاب.
  • سيؤثر جفاف هذه الأنهر تأثيرا مباشرا على الأهوار الأحوازية الواسعة والمنتشرة على خارطة الوطن، والمشهورة عالميا بثرواتها الطبيعية، مثل هور العظيم، وهور الحويزة، وهور الفلاحية، وهور الميناو. ولا شك أن هذه الأهوار تعدّ من أهم ثروات الوطن لما تملكه من إمكانات سمكية وبيئة ملائمة للثروة الحيوانية، فضلا عن تأثيرها الكبير على سلامة البيئة الأحوازية.
  • تجفيف الأنهر الأحوازية من قبل العدو المحتل يعدّ إعلان حرب على المزارع الأحوازي الذي تمتد أرضه من جبال زاجرس وتنتهي بالأهوار والخليج العربي. ولا شك أن هذا العمل سوف يمس بتداعياته حياة المزارع الأحوازي الذي سيرغم على ترك أرضه، سعيا وراء لقمة العيش، وربما اضطر أن يهاجر إلى المدن الفارسية وهذا هو هدف المحتل حتى يمعن في إذلاله وإرغامه لتسول سبل العيش من غريمه، تاركا أرضه للمستوطنين المدعومين من المحتل.
  • من الطبيعي جدا أن ينعكس تجفيف الأنهر الأحوازية بشكل مباشر على التلوث البيئي في الوطن المحتل وانتشار الأوبئة والأمراض المختلفة ويتسبب في العواصف الرملية المدمرة.

خالد الغربي

المصدر:صحيفة مكة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى