آراء ومقالات

تطهير عرقي في إيران

قالت الناشطة الأحوازية منى عودة الساري لـ «الشرق» إنها حملت قضية وطنها معها كأية امرأة أحوازية رفضت الاحتلال الفارسي، واضطرت لترك وطنها.

الساري التي كشفت كثيراً من فظائع الاحتلال الفارسي التي يرتكبها ضد أبناء وطنها وخاصة النساء، أكدت أن الاحتلال سلب المرأة كثيرا من حقوقها الطبيعية وحرمها من حقها في التعليم بلغتها العربية، فارضا التعليم باللغة الفارسية، كما طبق ضدها كل أنواع التمييز العنصري الممنهج، وسلبها فرص الدراسة والعمل والإنتاج الفكري والأدبي والفني، وممارسة النشاطات الثقافية.

وقالت إن جرائم الاحتلال يصعب حصرها، لكن جريمته الأسوأ هي ما يرتكب ضد غالبية النساء الأحوازيات، من خلال سياسة التطهير العرقي التي تمارس بأبشع طريقة عرفها التاريخ، وذلك عبر منع النساء من الإنجاب لأجل إحداث تغيير ديموجرافي في مناطق الأحواز، حيث تجبر سلطات الاحتلال المرأة الأحوازية على الإنجاب عن طريق إجراء «العملية القيصرية» عوضاً عن الإنجاب الطبيعي، وفي بعض الحالات تقوم السلطات بإجراء عملية تعقيم للمرأة دون علمها من خلال عملية (ربط قناتي فالوب) مما يؤدي إلى حرمانها من الإنجـاب نهائيّاً، وبالتالي الحد من التزايد السكاني عند العرب.

وأشارت الساري إلى معاناة المرأة الأحوازية في ظل الاحتلال الفارسي من الاعتقال والسجن والتعذيب الجسدي والنفسي. وقالت إن المرأة الأحوازية واجهت عقوبة الإعدام كما الرجل بل في بعض الأحيان كان العبء عليها مضاعفاً.

 

الموقف العربي والدولي ضعيف تجاهنا ولابد من إثارة قضيتنا أمام المحافل الدولية

ناشطة أحوازية لـ الشرق: الفُرس يمارسون أبشع أنواع التطهير العرقي ضدنا

 

«منى عودة الساري» أحوازية تقيم في لندن ناشطة ضد الاحتلال الفارسي وحملت قضية وطنها معها كأي امرأة أحوازية رافضة للاحتلال، وتقاومه بكل ما يتوفر لها كسيدة تعيش في المنفى بعيداً عن وطنها، «الشرق» طرحت معاناة الابتعاد عن الوطن، ومعاناة المرأة في ظروف الاحتلال على الناشطة «منى الساري» التي كشفت كثيراً من فظائع الاحتلال الفارسي التي يرتكبها ضد أبناء وطنها خاصة النساء، ولعل من بينها إجبار المرأة الأحوازية على الإنجاب عن طريق إجراء عملية قيصرية، ويلجأ أطباؤهم إلى اجراء عملية تعقيم بعد عملية الولادة دون علم المرأة عبر «ربط قناتي فالوب».

 

  • كيف تنظر المرأة الأحوازية للاحتلال الفارسي لوطنها الأحواز ؟

بداية أحيي فريق جريدة «الشرق» الموقرة وتحية لك لإتاحة هذه الفرصة للحديث حول القضية الأحوازية، أحيي من خلالكم الشعب السعودي الشقيق وجميع المهتمين والمتابعين لأخبار وتطورات القضية الأحوازية، وبالنسبة للإجابة عن تساؤلك، فالمرأة الأحوازية جزء من مجتمعها، وتعتبر أن الاحتلال قضى على الحكم العربي في الأحواز، والاحتلال الفارسي غير شرعي وسيزول طال الأمد أم قصر. والاحتلال سبب كل المعاناة، والمرأة تتحمل أعباء إضافية من هذا الاحتلال، وضاعت حقوقها كامرأة أحوازية لديها وطن تعيش فيه بكرامة.

  • ما الذي تعانيه المرأة الأحوازية بسبب الاحتلال ؟

الاحتلال الفارسي سلب المرأة حقها في التمتع بالرعاية الصحية، وحرمها من حقها الطبيعي في التعلم بلغتها الأم. فالمرأة الأحوازية مجبرة على تعلم اللغة الفارسية، وفي مرحلة الطفولة والمراهقة الاحتلال هو العامل الأساسي في حرمانها من أبسط الإمكانيات والأماكن التعليمية والتدريبية والترفيهية.

وتعاني المرأة الأحوازية من التمييز والعنصرية الممنهجة ضدها، والاحتلال يسلبها فرص الدراسة والعمل والإنتاج الفكري والأدبي والفني، وممارسة النشطات الثقافية.

وجرائم الاحتلال يصعب حصرها، لكن هناك الجريمة الأكبر ضد النساء ترتكبها سلطات الاحتلال ضد غالبية النساء الأحوازيات، فتطبق سياسة التطهير العرقي بابشع طريقة في التاريخ، عبر منع الإنجاب من أجل إحداث تغيير ديموغرافي، وكثيراً ما تجبر سلطات الاحتلال المرأة الأحوازية على الإنجاب عن طريق العملية القيصرية عوضاً عن الإنجاب الطبيعي، وفي بعض الحالات يتم إجراء عملية تعقيم للمرأة دون علم منها من خلال عملية (ربط قناتي فالوب) مما يؤدي إلى حرمانها من الإنجاب نهائيّاً، وبالتالي الحد من التزايد السكاني عند العرب.

  • هل للمرأة دور خاص في مواجهة الاحتلال؟ وما هي الصعوبات التي تعاني منها ؟

 

لو أردت أن أتطرق إلى معاناة المرأة الأحوازية في ظل الاحتلال الفارسي لاحتجنا كتباً، والمرأة تعاني أشد أنواع المضايقات من الاعتقال والسجن والتعذيب الجسدي والنفسي. وواجهت المرأة الأحوازية عقوبة الإعدام كما الرجل الأحوازي بل في بعض الأحيان كان العبء عليها مضاعفاً. أبرز مثال للمرأة الأحوازية المضطهدة، هي الأسيرة فهيمة البدوي التي اعتقلت مع زوجها الشهيد علي المطوري قبل ما يقارب العشر سنوات، وأعدم زوجها بينما كانت هي على وشك الولادة، ومازالت فهيمة تقبع في سجون الاحتلال مع طفلتها التي أنجبتها خلف القضبان، وربما تعيش أكثر من ذلك الموت في كل لحظة.

  • هل أنتم راضون عن موقف العرب والمسلمين تجاه قضيتكم ؟

بصراحة مواقف الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الأحوازية ضعيف جدّاً ومخجل ويمكن اعتباره ألا موقف ملموساً لمناصرة القضية الأحوازية حتى الآن باستثناء مؤشرات حدثت مؤخراً في دولة أو دولتين من دول الخليج العربي. لكن يمكنني القول إنه لا توجد دولة عربية بشكل واضح وصريح تقف وتدعم القضية الأحوازية. وهناك دول عربية متحالفة مع إيران وهذه الدول سلمت النشطاء السياسيين والمناضلين الأحوازيين المحكوم عليهم بالإعدام إلى إيران. وبالنسبة للموقف الأوربي، فهو موجود من خلال المنظمات الحقوقية والمدنية، وتسمح الدول الأروبية للأحوازيين بالتجمهر والتظاهر. والتقت حكومات أوربية الأحوازيين للتعرف على قضيتهم والتنظيمات الأحوازية النشطة.

  • ما هو موقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مع قضيتكم ؟

كل ما قامت به المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، مجرد إدانة واستنكار للجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال في الأحواز، رغم أن الجرائم الإيرانية ضد الأحوازيين ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.

الرسالة التي تسربت من مكتب «أبطحي» في زمن الرئيس محمد خاتمي أشارت بوضوح إلى سياسة التطهير العرقي التي مازال الاحتلال مستمراً في تطبيقها.

  • كيف تنظرين إلى مستقبل دولة الأحواز ؟

لست أنا وحدي بل أعتقد أن جميع الناشطين والمناضلين الأحوازيين يرون أن زوال الاحتلال وتأسيس الدولة الأحوازية حقيقة تلوح في الأفق وما يفصل بيننا وبين هذه الحقيقة مجرد الزمان وارتقاء الإمكانيات الأحوازية التي تضمن وتطور سبل النضال الأحوازي لدحر الاحتلال الفارسي. الأحوازيون يؤمنون إيماناً تامّاً بمستقبل قضيتهم ويعملون على هذا الأساس. ونعلم أن القاعدة تقول «إن النضال التحرري للتخلص من براثن الاستعمار يتطلب قوة بشرية تناضل ومساندة ودعم لارتقائه ليتمكن من مقارعة القوة الاستعمارية المهيمنة». وهذه القاعدة لا يمتلكها الأحوازيون حتى الآن بالشكل المطلوب، نحن نمتلك القوة البشرية المستعدة للتضحية من أجل استرجاع الحق الأحوازي المغتصب لكن على المجتمع الدولي والدول العربية تقديم المساعدة، ماديّاً ومعنويّاً عبرإثارة القضية الأحوازية في المحافل الدولية وتسليط الضوء إعلاميّاً على هذه القضية التي طالت ما يقارب القرن من الزمان.

منيرة المشخص

المصدر : صحيفة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى