شعر و أدب

جنازير الكلمات

جنازير الكلمات

 يتابع تموج الاطياف، شاهد طفل يحمل غصن زيتون لحمامة أنكسر جناحيها بواسطة ريح الصفراء للتفريس . في تلك الأثناء ترك السكون في مخبىء. دارك تضاريس الرحلة ومشقة مساحة المسافات، ومزاح المحيط. لكن بوصلته تشير عن أنحراف سكة العنوان، الجرف بعيداً، متيقن بأن الزورق يرسى على الجرف ذات يوم، وليس الجرف يبحر للزورق ……..

شم رائحة من منفذ المطبخ لدولة التفريس ……

سحب قدميه وجرته نحو صهيل خلف المرايا ليجتاح تطبيق الصمت، وينافس النفي. رسم صورة على جدار الأمل ليهزم الرجف الممل، ليتحدى التصور المزعوم ………

 سحب جدارية الليل وإنغض عليها بشمعة . شاهد في ظل نجوم الفنادق كانت تتراقص الكؤوس، وفي عمقها كانت خيوط ظفائر حبل المشنقة توقـّع على نص اللجوء للغرب وتدفع ثمن تذكرة، وأداء واجب لرقبة شهيد يكون رفع اليد احتراماً لنشيد الغزو تحت علم التنكيل الذي خطط وسعى لمحو هوية شعب !!!

 جنازير الكلمات تغيّب الحقائق تحت اشعة الشمس …………

كان الله يشاهد كلمات التمجيد من فوق المنبر الزجاجي،. انسكبت دمعة أم شهيد وانخلطت مع ماء كارون المثقل بالتلويث …….

 ملك اليسار الشاهد الاول كان خجولاً يسجل تقرير غزل الردة. مر جسد يغطيه تشويه وحريق لجاندارك لتلك الصالة حينما تسامرت الكلمات في عاصمتها…..

كانت الصالة مزدحمة بخطابات التزييف، وبصمات أنامل التقسيم لبلاد الشام وهلال الخصيب مهيمنة، وضوء نجمة داوود يعم الحفل، وقبطان السفينة المثقوبة في رأس قمة الهرم ميلياردير بغيض يوزع صك الغفران لمن أمن واجتاز غسل التعميد . هدهد سليمان كان ينقل سطور العريضة للأخبار الى عاصمة الضباب، وكان عيلام يشاهد منظر الخنوع من بوابة التاريخ ……

رجفت النخلة وعانقت الأرض وصرخت بأن الدم طرياً ولم تفلح عصابة قورش بتجارة الدم المباح في حانوته، فالرصيد الأزلي يكمن بنوايا الصدق والثبور …….

 الوطن منذ زمن طويل دق مسماره الأخير في نعش التخطيط، وحرق الورقة الآخيرة للكواليس . في هذا الوسط حبر قلم كان في حيرة من أمره بأن يزخرف الكلمات على صمت الورق بدون أرادته، كم تمنى أن يكون سيفاً بالتعبير بوجه الأجرام والجلاد معاً، ويصرخ بجمع المتخاذل أن الأرض أمانة بأعناق كل الشرفاء . كان الراوي ينطق بلغة أجنبية وفي الضجـّة ضاع عدد العشرين من نيسان، وكان الخوف يهمس بأذنيه أن لا يتجاوز مراحل القفـز ولوي عنق التاريخ ويصبح في قائمة الغوغاء !!!

 صب تعابريه على معبر الريح، وكان الاستسلام يهطل من فمه، وبنى صرحاً خيالياً وإنهال المعبر، ولم يجروء ان يزيح ذبابة غازية من على فم طفل عربي، مازال يرضع حب الأرض من نهد الثورة، ريح المسرح الهزلي كانت تأخذ أردافه نحو الشمال تارةً، وتارةً أخرى نحو اليمين وينهال التصفيق . تناسى المتحدث بأن مادام الفقر يبني الصفيح في ظل الغزو يبقى الصراع أزلياً حتى الساعة، وعليه أن يدرك بأن حتى العصافير تبقى تغرد بلغتها وتختار المأوى ولم تصاحب الغربان. ومهما حاولت الاطراف وتعرّت الكلمات عن ردائها ……….

 كان وقتها النخيل بخارطته المنسية يصارع الجدل بشموخ، في ذلك المحفل سماسرة كانوا يتجادلوا على ثمن الجذور ليقتلعوا تاريخ السوس من أرض عيلام. في الضفة الأخرى من المشهد كان رسول الموقف صامداً، يتلو سورة الفاتحة على روح شهيد ويقبّل نجمة خضراء بدائرة علم، بصق بوجه القرار، وعضّ على جرح الألم، شد على ساعديه الايمن ليمنع سكيناً تنحر ماتبقى من أشلاء وطن………….

صرخ تخسؤون ……………….

ستبقى للوطن كلمة الحسم .

ابوالفوز الأحوازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى