العراق عاصمة إيران!
منذ أعوام والكثير من الأحوازيون، تنظيمات وأفراد، حذروا من تدخلات الدولة الفارسية في دول عربية متعددة. إلا أن تلك التحذيرات لم تجد آذان صاغية من قبل الأخوة العرب، أنظمة وأحزاب، إلى أن وصل الحال إلى ما آلت إليها الأحداث في الفترة الأخيرة، من سيطرة على اليمن، تفكك في لبنان، دماء في سوريا وإحتلال شبه كامل للعراق.
قبل أيام قام "علي يونسي" مساعد حسن روحاني رئيس دولة الإحتلال الفارسي بتصريحٍ خطير قائلاً: "إن العراق ليس منطقة نفوذ وحسب، بل أصبح العراق هويتنا، مركزنا، ثقافتنا وعاصمتنا، وهذا ليس في الوقت الحاضر فقط، فقد كان الأمر كذلك منذ زمن".
لا يحتاج هذا التصريح إلى تفسير وتحليل، ففحواه واضح: هو تصريح يدل على أن العراق أصبح بشكل شبه تام تحت الإحتلال والسيطرة الفارسية. ولكن هل سوف تكتفي الدولة الفارسية بالعراق فقط؟
لقد ذكر المدعو "يونسي" أن "جميع الناس الذين يسكنون هضبة إيران هم تحت حمايتنا ونحن مسؤولون عن حماية مصالحهم من الحكم الوهابي أو الحكم العثماني الجديد" على حد تعبيره، ليكمل تصريحه العاكس لنوايا الدولة الفارسية قائلاً : "إن إيران وُلدت كإمبراطورية".
ولكن تصريحات مسؤولي الدولة الفارسية لم تنتهي عند هذا الحد، ففي تصريح آخر ذكر مساعد ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري "محمد حسين سبهر" بأن "مهمة الحرس الثوري لا تختصر على الحفاظ على ايران فقط، بل تشمل كل العالم الإسلامي"!
هذه اللتصريحات تدل وبشكل قاطع، أن الدولة الفارسية باتت تعترف وبكل وضوح بأنها تحتل العراق واليمن فعليا وما تبقى فقط الحدود هي ليست بمسألة شديدة الأهمية، طالما أنها أحكمت السيطرة على أصحاب القرار في تلك البلدان ووضعت لها يد طويلة في القرار السياسي لتلك الدول.
فما يجب أن ننتبه اليه نحن كعرب أن هذا التدخل لم يأتي عبر نظام واحد أو مرحلة معينة، بل هو نتيجة عمل دؤوب لمراحل مختلفة وانظمة متعاقبة جاءت على سدة الحكم في بلاد فارس. عمل بدأ بمشروع ذات أبعاد قومية عنصرية منذ العهد الصفوي، عندما وضع المذهب طريقا لإنشاء دولة تختلف عن جوارها عقائديا. فهذه البذرة الخبيثة زرعت في المنطقة قبل قرون لكي تكون السبب في تشظي الأمة وتصبح المنفذ المغذي للمطامع الأجنبية منذ قرون.
فما نحصده اليوم من فتن ومذابح في أوطاننا هو نتيجة واضحة وطبيعية لعدم إهتمامنا نحن العرب لما تقوم به هذه الدولة المعادية لنا. تجاهلنا مؤامراتها على بعض بلداننا وأبتعدنا عن الرد بالمثل ظناَ منا ان نأمن شرها، لكن التجارب اثبتت انها لا تفرق بين عربي واّخر. فعدم حزمنا معها جعل عجلتها تسير بإندفاع أكثر نحو التوسع والهيمنة عبر الفتنة والإنقسامات الطائفية. ففي اليمن على سبيل المثال، كان الحوثيون مجرد فئة صغيرة لم تكترث لها الدولة اليمنية آنذلك، ولم توقف التمويل الذي كانت تتلقاه من فارس ولكن على عكس توقعات أصحاب القرار، كبرت هذه الفئة القليلة وكبرت مطالبها حتى تمكنت اليوم من السيطرة على صنعاء عاصمة اليمن.
في نهاية حديثي، أتمنى (ولو أنها أمنية صعبة التحقيق(، أتمنى أن يعتبر العرب مما حل بالأحواز، العراق، البحرين، لبنان، سوريا، فلسطين واليمن، من خراب ودمار وتشريد لأبناء العرب على يد هذه الدولة المحتلة، وينهضوا لوضع مشروع رادع للمشروع الفارسي الصفوي التوسعي في وطننا العربي. كفى صمتا وكفى خذلاناً.
الاء احمد