آراء ومقالات

نادي الهلال والأحواز المحتلة

كشفت المباراة التي خاضها نادي الهلال ضد نادي فولاذ الأحوازي في نطاق البطولة الآسيوية حجم الحساسية الهائلة الإيرانية مع قضية الأحواز، البلد العربي الذي احتلته بالتواطؤ مع المستعمر البريطاني، حيث بدأت باعتقال المشجعين لمجرد أنهم عرب رحبوا بفريق عربي، ولأننا في هذا العمود تناولنا القضية الأحوازية أكثر من مرة خلال السنوات الماضية فإننا لن نعيد ما قلناه سلفا وسنحاول اختصار التعريف بالقضية بأن الأحواز بلد عربي خليجي ينتمي غالبية أهله إلى القبائل ذاتها الموجودة في الخليج وجنوب العراق وتوجد في أراضيه حقول النفط التي سرقتها إيران، ولولاها لكان الإيرانيون اليوم يعيشون على زراعة البصل، هذا بخلاف المرافئ الهامة على الضفة الأخرى من الخليج، وقد حاول صدام حسين في بدايات الحرب العراقية الإيرانية تحرير مناطق من الأحواز ولكنه لم ينجح في ذلك بسبب السيناريو الطويل والدامي لتلك الحرب المدمرة، ومن المعروف أن إيران تحارب استخدام اللغة العربية في ذلك البلد العربي المحتل وسعت لفرض الثقافة الفارسية على الأرض والإنسان ولا تزال تمارس أشرس طرق القمع لمنع ثورة أهلها التي لم تتوقف يوما ما رغم التجاهل العربي للأسف الشديد.

وليس مطلوبا من الدول العربية والخليجية اليوم أكثر من دعم القضية الأحوازية ولو إعلاميا فإيران التي ترعى على أراضيها أحزابا خليجية وعربية موالية لها وتنشر رجال الحرس الثوري في أكثر من بلد عربي ليس لها دواء سوى افتتاح مكاتب للأحواز في الدول العربية ورعاية مؤتمراتهم التي يكشفون فيها عن جرائم نظام الملالي في ديارهم، وإن لم تكن هذه الخطوات من أجل الأحوازيين نفسهم فمن أجل الدفاع عن أنفسنا في مواجهة المخططات التوسعية الإيرانية ومن أجل أن يعرف الكثير من العرب الواهمين الذين يسيرون اليوم خلف البيرق الإيراني بأن إيران لا تعنيها القضية المذهبية لا من بعيد ولا من قريب بقدر ما تستخدمها لبسط نفوذها القومي الفارسي على بني يعرب.

لقد تلقيت قبل يومين دعوة لحضور مؤتمر عن الأحواز في لاهاي وقبل أن أجيب على الرسالة قلت لنفسي: يا للعار.. هل يعقل أن يسافر مناضلو الأحواز إلى هولندا للتعريف بقضيتهم وهم على بعد كيلومترات من إخوتهم وأبناء عمومتهم في الخليج؟!، ما الذي ننتظره كي ندعم الأحواز التي كانت جزءا لا يتجزأ من الخليج ولو اتسع المجال لقدمنا الشواهد التاريخية ودلائل التراث الشعبي التي تؤكد هذا الأمر، هل نراعي مشاعر إيران وهي التي أقامت ودعمت مكاتب لحركات انفصالية خائنة تخص كل بلد خليجي وعربي؟!.

خلف الحربي

المصدر: صحيفة عكاظ

تنويه: تم تغيير  التسمية الخاطئة"فولاذ الايراني"  الى التسمية الصحيحة "فولاذ الأحوازي"

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى