آراء ومقالات

#أحوازنا-إيران غادرة بالشيعة العرب.. لا مَحالة

إيران، الفارسية العنصرية، ما زالت تمثل دور الحامي والوكيل والمراقب والوصي على الشيعة في العالم، وفي منطقتنا العربية على وجه الخصوص، وتصرفاتها الشاذة بعد تنفيذ المملكة العربية السعودية لحكم الاعدام بحق الارهابي المسمى نمر النمر، وتحريكها للغوغاء داخل ايران وفي بعض البلدان الاخرى، وخصوصاً عملائها ووكلائها والمخدوعين بها في العراق ولبنان واليمن وغيرها، تتصرّف وكأنها الوكيل الحصري الوحيد للشيعة في العالم! وما درى الشيعة أن إيران الفارسية غادرة بهم لا محالة.. وها هي وقائع أخرى مماثلة من سجل التاريخ القريب.

– ففي العام 1991 أقنعت إيران البعض من شيعة العراق بعمل فوضى وتخريب دموي تحت اسم «الانتفاضة الشعبانية»، وقد سحقها الجيش العراقي وحينها لم تُحرّك إيران ساكناً لنجدة من دفعتهم وسلحتهم وورطتهم بهذه المؤامرة.

– وفي السنوات الأخيرة حرّضت إيران شيعة البحرين على التمرد والخروج ضد الحكومة وعندما تدخلت قوات «درع الجزيرة» في البحرين وأخمدت هذه التظاهرات لم تحرك إيران ساكناً وتركت شيعة البحرين يلقون مصيرهم.

– طلبت إيران من شيعة اليمن (الحوثيين) الانقلاب على حكم علي عبدالله صالح (الذي كان من الرؤساء العرب الداعمين لحرب العراق ضد ايران وارسل قوات من بلاده ساهمت في الحرب ضد ايران كما انه زار الجبهة العراقية وقتها).. ولكن إيران تركت الحوثيين يلقون مصيرهم أمام قوات علي عبدالله صالح العام 2005.

– وحين اقتضت السياسة النفاقية (سياسة التقية) ان يتعاون شيعة اليمن الحوثيون مع عدوّهم بالأمس علي عبدالله صالح، واعلنوا الانقلاب على السلطة الشرعية اليمنية، وسيطروا على العاصمة صنعاء، وحين تدخل العرب بعاصفة الحزم وأصبحت جثث الحوثيين تملأ الشوارع والوديان، لم تقم إيران حتى بالاعتراف الرسمي بإنقلابهم.

– ورطت إيران شيعة لبنان في الحرب السورية للقتال مع البعثي بشار الأسد، ضد الشعب السوري الثائر، رغم أن الخميني قد اعلن تكفير حزب البعث في اوائل الثمانينات، وقد خسر «حزب الله» من كوادره ومقاتليه أضعاف ما خسره مع إسرائيل، تخلّت إيران عن شيعة لبنان وتركتهم يواجهون مصيراً أسودا على يد فصائل الثورة السورية.

– في مصر حاولت إيران توريط بعض المصريين السذج بالتشيّع واعلان الولاء لايران، لكنها غدرت بهم حين لاقوا مصيرهم المحتوم لأن الشعب المصري بطبيعته من أهل السنة والجماعة، وكذا الحال في دول المغرب العربي، وكيف غدرت ايران بمن والاها واستجاب لاغراءاتها بالتشيّع!

– في نيجيريا، طلبت إيران من شيعتها هناك الدخول في مواجهات مع الحكومة، وقمعت الحكومة الشيعة وقتلت رجال دينهم، فلم تُحرّك إيران ساكنا للدفاع عن المتشيعين في نيجيريا.

حشدت ايران شيعة الأفغان في لواء «فاطميون» وشيعة باكستان في لواء «زينبيون» وجلبتهم للقتال في سورية، إلى جانب البعثي بشار الأسد، وعندما كانوا يقتلون تركت جثثهم على الأرض لم تتدخل إيران ورفضت إعادتها لذويهم .

واخيراً، قضية رجل الدين الشيعي السعودي المسمى «نمر النمر» والذي اختارته ليكون ذراعها في السعودية، وهددت إيران بقصف السعودية إن هي اقدمت على إعدام النمر، وها قد نفذت السلطات السعودية حكم قضائها بإعدام النمر، ولم تفعل ايران شيئاً لانقاذه من سيف العدالة! فطيلة السنين وإيران الملالي تُهدد وتزبد وترعد إن نفذ حكم الإعدام بالنمر بالويل والثبور وعظائم الأمور ثم آل زئير الهزبر إلى بولة هرّ ..

فقصارى مكر إيران كان تحريض غوغائها، ليقذفوا حجارة على سفارة المملكة، أو تسمية شارع باسم الهالك، لتخرج حكومة الملالي الرعناء من ورطتها وتحفظ بعض ماء وجهها الذي لم يبق فيه قطرة من ماء حياء . الخلاصة أن إيران تبيع الوهم لعملائها ووكلائها وخدمها، فبينما هؤلاء يبيعون لها اوطانهم، فهي تبيع لهم الوهم، بل تبيعهم لمن خرجوا عليهم، غير مكترثة بما يحصل لهم فيما بعد!.

إيران الفارسية العنصرية، لا تحب العرب، بما فيهم الشيعة العرب، فهي في عداء تاريخي أزلي مع العرب مهما كانت هوياتهم، فهي تنظر الى العرب بأنهم هم من قضوا على امبراطورية فارس، لذلك فهي تشتري بعض العرب وغيرهم باسم مناصرتها لهم وحماية المذهب ونصرة آل البيت لكنها في الحقيقة تحقق مصالحها عبرهم، ولا يمكن أن تضحي بمصالحها في سبيل المرتزقة، كانت قبل عاصفة الحزم تعتمد على إثارة مثل هذه الفقاقيع لإخراج الجرابيع بل الجرذان المختبئة في جحورها، كانت بضاعتها التهديد ودعايتها الوعيد هنالك، وهددت إن نفذ الحكم برَدٍ (هيروشيمي) والآن البضاعة انتهى تاريخ صلاحيتها !! لقد ورطت إيران عصابات الخليج ووعدتهم بالفردوس المفقود وأغرتهم بعمائم ولاية الفقيه في بلدانهم، بعد التحرير، وبمظاهرات البحرين تقمع، وولاية فقيه اليمن تخلع!

د.أيمن الهاشمي

المصدر: صحيفة السياسية الكويتية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى