آراء ومقالات

#أحوازنا-الظاهرة الخمينية والسلام العالمي

عندما يفكر المرء في أحوال إيران الخميني 1979 ويتفحص ما آلت إليه أوضاعها الداخلية والخارجية من تدهور خلال المدة القصيرة التي انقضت من عمر هذه الدولة حتى الآن، وفي ضوء الممارسات الغريبة للقيادة الإيرانية الجديدة والنتائج المترتبة عليها، يتبين أننا في الواقع أمام ظاهرة دولية شاذة ليس لها شبيه في التاريخ المعاصر سوى ما حدث في النصف الأول من القرن الحالي، عندما ظهر في ألمانيا زعيم نازي مجنون يحب السيطرة امتلأت رأسه بأوهام سيادة الجنس الآري ولم يجد من يوقفه عند حده أو يعيده إلى صوابه في الوقت المناسب، الأمر الذي شجعه على المضي في تصعيد حماقاته حتى دفع العالم كله إلى حافة الدمار الشامل وبصورة لم ير لها مثيلًا على مدى تاريخه الطويل.
ولقد مرت ظاهرة إيران الخميني 1979 بعدة مراحل مختلفة بدأت بالثورة التي تزعمها بعض رجال الخميني، وبمساعدة ودعم العديد من الطوائف الدينية والفئات السياسية المعارضة ورجال الأعمال، انتهت الثورة كما هو معروف بإزاحة الشاه واستيلاء الخميني على مقاليد الأمور في إيران وسط مظاهرة إعلامية صاخبة لفتت انتباه العالم كله، خاصة وقد رفع زعماء الثورة في ذلك الوقت شعارات براقة اقترنت بالنقد الشديد لتحالفات إيران مع القوى الاستعمارية الدولية التي أوقعت الظلم بشعب فلسطين وعلى رأسها «الشيطان الأكبر»، وأيضا لعلاقاتها المشبوهة بإسرائيل مغتصبة القدس الشريف، وهو الأمر الذي دعا البعض للاعتقاد بأن هذه الثورة جاءت لتضع إيران في مكانها الإقليمي والإسلامي الصحيح، وخاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي.
إسقاط الشعار
وسواء أكانت القيادة الإيرانية مخلصة منذ البداية في العمل على تحقيق مضمون شعارها المذكور، أم أنها اتخذته ستارًا لهدف آخر هو إثارة حماس الجماهير لتسهيل السيطرة على مشاعرها ثم قيادتها بعد ذلك إلى حيث تريد، فقد طرأ على الموقف عامل جديد أدى إلى إسقاط هذا الشعار من أساسه، بل وعكسه تمامًا، ذلك أن النجاح السهل والسريع الذي حققه الخميني ورجاله في داخل إيران سرعان ما فتح شهيتهم وأغراهم بتكراره في غيرها من دول المنطقة، وأيقظ لديهم أطماعًا إقليمية قديمة وتطلعات تاريخية نحو مد السيطرة الفارسية إلى ما كانت عليه قبل الإسلام.
ومن هذا المنطلق قامت القيادة الإيرانية بتطوير أهدافها واتخذت لنفسها شعارًا جديدًا يقضي بتصدير الثورة «الإسلامية» إلى كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي، باعتبار أن هذا هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين، وحيث إن الطريق إلى القدس -طبقًا لهذه النظرية الخمينية الجديدة- يمر أولًا بكربلاء (مدينة عراقية مقدسة عند أهل الشيعة)، فقد أصبحت العراق في مقدمة أهداف الزحف الإيراني التحريري، وبدأت الأخيرة تفتعل الاشتباكات الحدودية وتحرض الجماعات المعارضة وذات الميول الانفصالية لإثارة القلاقل تمهيدًا لقلب نظام الحكم العراقي وإقامة نظام جديد موالٍ للخميني.. وكانت هذه الأعمال هي البداية الحقيقية للحرب العراقية الإيرانية التي مازال أوارها مشتعلًا حتى الآن.
وتمشيًا مع الحكمة التي أجملها الشاعر في قوله: 
(ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. 
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)،
فقد جاء رد العراق على هذه التصرفات قويًا وحازمًا بصورة خالفت تمامًا كل توقعاتهم وخيبت آمالهم، الأمر الذي كان يقتضيهم (منطقيًا) الكف عن متابعة هذا المخطط الخائب، إلا أن الانسحاب من المعارك الفاشلة، لتقليل الخسائر، هو في حد ذاته فن يحتاج إلى حنكة سياسية ومهارة قيادية وشجاعة أدبية وخبرة عسكرية فوق طاقة حكام طهران كما كانت فوق إدراكهم القيادي.
بعيداً عن صوت العقل
لهذا كان طبيعيًا ألا يتراجع حكام طهران وألا يستمعوا إلى صوت العقل الذي دعاهم إلى التخلي عن خططهم غير المشروعة وغير المنطقية، ولم يقتنعوا بما قيل لهم من أن خططهم هذه بتصدير الثورة تعتبر خيالية ولن تنجح إلا فيما سببته وستسببه من خراب ودمار ضحيته إيران نفسها أولًا ثم الإسلام والمسلمين.. وهنا كانت الفرصة الذهبية لإسرائيل التي عرفت كيف تستثمرها بمهارتها المعروفة عن طريق إذكاء روح المكابرة داخل هذه الرؤوس التي صدمتها التجربة التوسعية الفاشلة الأولى، والمتعطشة لانتقام يرد لها بعضًا من الاعتبار الذي اكتسبته عقب نجاح الثورة.
وهكذا استمرت القيادة الإيرانية في عنادها ورفضها التام لكل محاولات السلام وإنهاء هذه الحرب التي لم يكن هناك مبرر لبدئها أصلًا، فضلًا عن استمرارها، وذلك على أمل أن تساعدها إسرائيل «الشيطان الأصغر» أو أمريكا «الشيطان الأكبر» أو غيرهم من الشياطين والعفاريت والأبالسة أينما كانوا من تحقيق الانتصار الذي تحلم به القيادة الإيرانية وتعتقد أنه سوف يحفظ لها ماء وجهها.
شعار إيران الجديد
ولكي تستمر إيران في هذه الحرب، كان عليها أن تعمل على كسب التعاطف الدولي وتضييق مساحة الرفض لسياساتها بقدر الإمكان، وخاصة في محيط المنطقة، لذلك قررت التخلي «التكتيكي» عن شعارها السابق والقاضي بتصدير الثورة، ورفعت بدلًا عنه شعارًا جديدًا يقول إنها لا تريد سوى علاقات حسن الجوار مع كافة دول العالم العربي والإسلامي باستثناء العراق الذي ستواصل حربها ضده حتى النصر.
وفي نفس الوقت عمدت القيادة الإيرانية الجديدة إلى إنشاء رؤوس جسور في بعض الدول المختارة، وبدأت هذه المرة بلبنان الذي أهلته لهذه الأولوية حالته الأمنية المضطربة والصراع الطائفي والسياسي الذي يسوده.
نفوذ سيئ السمعة
وفي هذا المناخ المناسب، بل والمثالي بالنسبة لمتطلبات سياسة القيادة الإيرانية الجديدة، استطاعت الأخيرة أن تحقق لنفسها نفوذًا «سيئ السمعة» في بعض المناطق مثل صيدا وبعلبك، بل وذهب حكام طهران إلى أبعد من ذلك حيث أوعزوا إلى الجماعات الموالية لهم في لبنان بتنفيذ عمليات ترمي لإعادة التوزيع الديموغرافي للسكان لخلق أوضاع جديدة تخدم مصالح طائفية معينة على حساب الطوائف الأخرى.
وفيما عدا ذلك فقد استطاعت القيادة الإيرانية أن تكسب بعض التأييد الإعلامي عن طريق الإغراء المادي حينًا وباستغلال المشاعر الطائفية أحيانًا، في أوساط بعض الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في باكستان وبعض الدول الإسلامية والعربية الأخرى مع التركيز على تعميق البعد الجديد الذي أوجده الخميني وهو «ولاية الفقيه».. أي ولايته هو شخصيًا، وذلك بالطبع عامل نفسي مقصود به منع الأتباع من تحليل ممارساته وتصرفاته أو مناقشتها على الإطلاق.
لقد واكبت بداية الثورة الإيرانية وحدة في القيادة السياسية ثم تلا ذلك مرحلة ظهور قيادات الجيل الثاني (ما بعد الخميني) مع نوع من الاستقرار الظاهري لتلك القيادات، إلا أن هذا الاستقرار لم يكن بالضرورة انعكاسًا لانسجام حقيقي بين القيادات، بل كان التنافس والتناحر على أشده في الخفاء، حيث أخذ كل طرف يعمل على توسيع دائرة نفوذه على حساب الأطراف الأخرى، فكان مما ليس منه بد، ووقع الصدام الحتمي ومرت إيران بفترة مظلمة من الغدر والتصفيات الجسدية المتبادلة التي امتدت حتى لبعض رؤساء الوزراء، بل ورؤساء الجمهورية، ولكن هذه الفترة انتهت على أي حال أو توقفت مع قيام معارك الحرب العراقية الإيرانية واشتدادها، وإن كان البعض يرى أن هذه التصفيات سوف تعود للظهور مرة أخرى وربما بضراوة أكبر بمجرد انتهاء الحرب، وأن هذا يضع إصبعنا على واحد من أهم الأسباب التي من أجلها يخشى حكام إيران إنهاء الحرب.
ومن خلال المرحلة الأولى للثورة، ثم المرحلة الثانية، كانت علاقات «إيران الخميني» تتأرجح بين مد وجزر مع سائر دول العالم، ثم ما لبثت أن تدهورت إلى حد كبير من الناحية السياسية على الأقل دون الناحية الاقتصادية، حيث استطاعت إيران أن تحتفظ بعلاقات تجارية وعسكرية سوف نتطرق إليها مرة ثانية في مكان آخر من هذا المقال.
غسل الأدمغة
وبعد هذا التمهيد الموجز للثورة الإيرانية في مرحلتها الأولى ثم المرحلة الثانية، وعلاقاتها مع دول العالم، والتي يمكن وصفها بأنها كانت دائماً سلبية وسيئة، نجد أن القيادة الإيرانية تتبع أسلوب خلق الأزمات تلو الأزمات في مختلف الاتجاهات، دون تفرقة بين المجال الإقليمي بما فيه من دول العالم العربي والإسلامي وأيضاً على المستوى الخارجي، ولهذا بالطبع سبب واضح هو استغلال الأزمات استغلالاً سيكولوجياً داخلياً تحت شعار مواجهة أعداء الثورة». وذلك عن طريق العنف الديني، أو ما يطلقون عليه «الاستشهاد» والذي هو في واقع الامر عملية غسل دماغ جماعية تمارسها القيادة مع الشعب الإيراني بصورة مستمرة حتى لا يجد هذا الشعب فرصة للتفكير في أشياء أخرى، ومن ثم تتوفر لها مقومات الوجود والاستمرار.
فبدون الحرب مع العراق، وبدون «أعداء الثورة في الخارج».. وبدون هذا الكم الضخم من المشكلات الخارجية المختلفة التي تختلقها القيادة الإيرانية تباعاً، تفقد الثورة الخمينية أهم مقومات وجودها وأقوى أسباب بقائها، ومن ثم فإن الشعب الإيراني (الذي يشكل الأميون والفلاحون صغار السن الذين يساقون أفواجاً إلى ساحات القتال سواده الأعظم) سوف يلتفت إلى أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.
والواقع أن ما يحدث الآن في إيران يعد من أخطر وأسوأ ما واجه الدين الإسلامي منذ حروب الردة، وذلك بسبب هذه النزوة الطائشة المتمثلة في تصور الخميني أنه «المهدي المنتظر» ونبي آخر الزمان، وكذا رغبته الملحة في السيطرة على العالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده أكثر من ألف مليون نسمة، بواسطة عدد من الأتباع المخدوعين الذين لا يتجاوزون 5 بالمائة من عدد المسلمين.
وهكذا نكون قد أوضحنا في الجزء السابق من هذا المقال مقدمات وجود الظاهرة الخمينية، كما أوضحنا أسباب أو مقومات استمرارها، ومنها يتبين أن استمرار الأزمات هو في حد ذاته ضمان لاستمرار وجود الظاهرة الخمينية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أو العربي أو الإسلامي.. وفي الجزء اللاحق من هذا المقال، ولعله الجزء الأهم، سوف نتطرق إلى السبب الذي جعل المجتمع الدولي يحتمل استمرار هذه الظاهرة الخطيرة حتى الآن، على الرغم من أن شرورها امتدت إلى معظم أرجاء العالم بغير تمييز أو استثناء.
موقف المجتمع الدولي
إن مسؤولية المحافظة على الأمن الدولي ولجم الزعامات المنحرفة والممارسات غير المسؤولة، تعد واحدة من أقوى مبررات وجود هيئة الأمم المتحدة وواجباً من أخطر واجباتها، خاصة بعد أن تلقى العالم درساً قاسياً على يد الزعيم النازي هتلر كما سبق أن أشرنا في صدر هذا المقال.
لذلك كان المتوقع والمفترض أن تتخذ الجماعة الدولية موقفاً حازماً من ممارسات القيادة الإيرانية، قبل أن يستفحل خطرها بهذا الشكل الذي يشكل تهديداً حقيقياً للسلام العالمي. ولكن هذا للأسف لم يحدث، وكأن العالم مشوق لرؤية الدمار الذي أحدثته الحرب العالمية الثانية.. وأنا لا أستطيع هنا وضع النقاط على الحروف، غير أن هذا لا يمنع من أن نسرد بعض وجهات النظر المتداولة حول الأسباب التي سمحت للهوس الخميني بأن يستمر حتى الآن، وذلك على النحو التالي:
1- هناك من يقول: إن لكل من القوتين العظميين مصلحة في بقاء ظاهرة الخميني بكل ما تتسم به من سلبية وخطورة.
2- وهناك رأي آخر مفاده أن الطبقة القيادية الإيرانية الثانية دخلت فعلاً دائرة الاستقطاب العالمي، استعداداً لمرحلة ما بعد الخميني، وهي بلاشك مرحلة تهم الكثير من الدول الغربية، وخصوصاً الدول العظمى والتي لا ترى بأسا من تحمل سيناريو الخميني الدموي حتى لا تكون غائبة عن إيران عند رحيله.
3- كذلك هناك من يقول إن للعرب أعداء كثيرين، سواء من العالم الغربي أم حتى من العالم الإسلامي، وهم يدركون أن أهم عوامل توحيد العرب هو الدين الإسلامي، لذا فإنهم يركزون على محاولة تفجيره من الداخل، أي بمحاربة الإسلام ببعض المسلمين.
4- وأيضاً لا يمكن تجاهل النظرية التي يحاول البعض ترويجها وهي أن إيران الخميني بالتعاون مع إسرائيل يمكن أن يكونا أفضل وسيلة لدرء خطر الاتحاد السوفييتي والشيوعية عن المنطقة العربية.. والحق يقال أنه بقدر ما تنطوي عليه هذه المقولة من سذاجة، إلا أنها تحمل في طياتها قدراً كبيراً من «الخبث السياسي».
5- كما أن من الأسباب التي يعزى إليها استمرار الظاهرة الخمينية الاعتبارات المادية الاقتصادية، بمعنى أن استمرار حالة الاضطراب الأمني تخلق لإيران حاجة مستمرة لشراء الأسلحة من شتى دول العالم، وهذا يحقق أكثر من هدف استراتيجي:
أ – استرداد الأموال التي دفعت ثمناً للبترول الإيراني.
ب – إن قتال المسلمين يضعف شوكتهم، وهذا أمر مستهدف بشدة من قبل إسرائيل وأعداء الإسلام بصفة عامة.
جـ – يعتبر فرصة طيبة لتجربة الأسلحة الجديدة والتخلص من الأسلحة القديمة.
د – استمرار الوضع المتوتر في المنطقة من شأنه أن يخلق الحاجة إلى جهات معنية وتقديم التنازلات لهذه الجهات.
هـ – التشويه المستمر والإساءة إلى سمعة الإسلام والمسلمين، حيث يعتقد الكثير من شعوب العالم الغربي أن ممارسات الخميني المتطرفة، هي ممارسات إسلامية وأن الإرهاب وخطف الأبرياء والابتزاز والخيانة والتآمر، كل ذلك من أخلاق المسلمين، وذلك لأن الخميني وأتباعه يقرنون هذه الأعمال البشعة بالإسلام عندما يرتكبونها، كما سبق وأن أشرنا في موضع آخر من المقال «العنف الديني» أو «الاستشهاد».
مرحلة الإفلاس
وفي ختام متابعتنا السريعة هذه لمراحل الظاهرة الإيرانية 1979م، لا يسعنا أن نتجاهل التدبير الإجرامي البشع الذي أقدمت عليه القيادة الإيرانية خلال موسم حج العام المنصرم، والذي أرادت به إظهار مدى استخفافها بالإسلام والمسلمين في كل أنحاء الأرض، لا لكي نصف الحادث ونحلل دوافعه، إذ إن هذا أمر تناوله العديد من الغيورين على الدين الحنيف بما يستحقه من العناية، وإنما لكي نستعرض بعض المعاني المستفادة من الحادث على النحو التالي:
أولا: يعد هذا العمل بداية المرحلة الثانية من مراحل تطور الظاهرة الإيرانية الخمينية، وهي في تقديري تعتبر بمثابة مرحلة اليأس والإفلاس، إذ إنها أتت لحكام إيران بعكس ما كانوا يروجون تماماً من ورائها، وتحطمت عليها كل أحلامهم في خداع المسلمين والسيطرة على العالم الإسلامي.
ثانياً: ليس من شك في أن عمل القيادة الإيرانية بمثل هذا الأسلوب الإجرامي الابتزازي قد اسقط عن وجهها القبيح كل الأقنعة التي كانت تتستر خلفها باسم الدين.
ثالثاً: إن تدبير العدوان ضد المسلمين بهذه الصورة وفي هذا الزمان والمكان يعد دليلاً ناصعاً على عداء إيران للإسلام، ووثيقة براءة للمسلمين من الأعمال الإرهابية الإجرامية التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها إيران في حق الأمن والسلام الدوليين.
رابعاً: إن هذا العبث الذي تفتعله إيران في الخليج ما هو في الواقع إلا امتداد طبيعي للممارسات السابقة عليه، والتي من بينها أحداث الحرم، وكلها حلقات في مسلسل الحماقات التي لو تركت فسوف ينتهي بها الأمر حتماً إلى ما انتهى إليه هتلر منذ نحو نصف قرن من الزمان.
وهذا يوضح لنا مسؤولية المجتمع الدولي الذي يعرف بلاشك كيف يصون مصالحه وينقذ حضارته وإنجازاته من الدمار الذي يمكن أن يسببه أي مجنون، كما يجب الأخذ في الاعتبار أيضاً أن القيادة الإيرانية سعيدة جداً هذه الأيام بحالة الاضطراب التي خلقتها في الخليج، لأنها استطاعت من خلالها أن تؤمن لصادراتها البترولية غطاء يقيها هجمات الطائرات العراقية التي كادت أن تحرمها في وقت من الأوقات الاستفادة بهذا المورد.

فؤاد عبدالسلام الفارسي 

المصدر: صحيفة المدينة السعودية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى