آراء ومقالات

الأسير يتكلم

مناضل أحوازي آخر يجسِّد تجربته السجنية لدى المحتلين الفرس
صور من شجاعة مناضل أحوازي

من الصور السائدة في أذهان الشعب العربي الأحوازي ومناضليه والمناضلات ممن مروا في سجون التعذيب العنصرية الصفوية الصورة الواقعية التالية التي أرسلها أحد مناضلي شعبنا، ننشرها على الملأ بغية جلب انظارهم الى ما يجري في السجون الفارسية وعلى الضحايا من المواطنين العرب الأحوازيين، تاركين التعليق عليها لذوي الضمائر القومية الشريفة والمتحفزة، أم الذين اصطفوا الى جانب العدو الفارسي بذريعة كفاحهم ضد الهجوم الامبريالي فنتركهم جانباً، كون أن الوقائع التاريخية التي حدثت ضد الأحوازيين والعراقيين وضد كل ابناء الخليج العربي من المناضلين لم تقنعهم بعنصرية وطائفية النظام الفارسي، فما زالوا يرددون إن هذا النظام هو نظام ((مقاوم)) وينتمي الى الاطراف ((الممانعة))التي ينبغي لها أن تحشد صفوفها من أجل تدعيم وترصين الموقف الوطني المقاوم، ولكن ما رأيناه من سلوك سياسي لهذا النظام المجرم على صعيد الموقف من أفغانستان وفي العراق كشف طبيعة هذا النظام ((الممانع)) على حقيقته باعتباره نظاما عنصريا وطائفيا بامتياز .

فالمناضل الذي أجمل أقواله ومشاهداته الشخصية في الرسالة القادمة على بشاعتها وتناقضها المطلق مع كل المفاهيم الانسانية التي يرفعها الاسلام تبين حقيقة البناء المذهبي الطائفي والعنصري الفارسي في صياغة هذا الفرد الايراني المتعصب ضد كل ما هو انساني، فمن الاسواط يبذر الايرانيون تعليماتهم، ومن التعذيب ينسجون رؤاهم ورؤيتهم، ومن الطغيان يستمدون سياستهم، ومن الرعب التي يكرسونه ضد الشعب العربي تتبدى عنصريتهم المسمومة، فلا يمكن أن نتصور أن الدناءة تصل بفرد يحمل من السمات الانسانية ما يمارسه عتاة الفرس الأمنيين، وتنفيذهم التعليمات الساواكية التي ورثوها عن نظام الشاه وأجهزته الأمنية القذرة التي زعموا أنهم ثاروا ضدها، وفي الحقيقة أنهم تمكنوا من سرقة ثورة الشعوب غير الفارسية بعد أن مارس مشعوذهم الدجال الاكبر (خميني) تكتيكات إتسمت بالابادة والاعدام والسجن والاغتيالات وتشريد الناس الى المنافي، والدول الاخرى .

إن الخواء الذي يعتمل في نفوس الايرانيين جعلهم يلعنون ساعات التغيير التي حصلت وجاءت بالملالي المعممين، فقد انقلب منطقهم السياسي كليا الى عكسه وبشكل تام، فالحرية اصبحت استبداداً، والعدل ((الاسلامي))أصبح إجاعة الناس على كل المستويات، وقيم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، الى قوانين ((دستورية)) تنص على أبدية المذهب الاثنا عشري، ومن يخالفه يرمى أو يجلد أو يعدم، فلعل واقع أهل التسنن اصبح المثال المشهور عربيا وعالمياً، فليس منع مساجدهم وجوامهم التي هي من مميزات الدين الاسلامي السمة الكبيرة عند طغاة الحكم في ايران، وإنما ايضا تهديم أية معالم لأهالي التسنن تعد جريمة توصم بالارهاب الوهابي، في حين أن التعبـّد هو العلاقة بين الإله والفرد، وكما هو الحساب في الآخرة على أساس فردي ليس من شأن الاخرين، فلا عشائر ولا عوائل ولا آباء ولا أمهات يجري الحساب، وإنما الفرد، فمن أين جاؤوا بهذا البطلان القمعي الوحشي؟ وكيف يستسيغون اعتقال النساء بذريعة جلب أخوانهم أو آباءهم أو أزواجهم ؟ وكيف الاسلام يشجع على الزنا بالنساء بذريعة تعذيب السياسيين الأحوازيين ؟ .

أن هذا النهج لهو جديدٌ في الاسلام السياسي وحتى في ايران، وخاصة في الأحواز، كون لم تكن المرأة في يوم من الايام مسؤولة عن تصرفات الرجل، وإن كان الرجل يحمل من العوامل التربوية بما يجعله وصيا أخلاقيا على شقيقته وزوجته وبنته وأمه، وهو الأمر الذي تستغله سلطة الفقيه الأرعن الواحد ضد ابناء شعبنا العربي الأحوازي، نترك المناضل ـ الذي أرسل رسالته ـ يتحدث عن تجربته العملية، رغم بساطة الانشاء اللغوي، ولكن التجربة طافحة بالصور الحية، والوقائع التي تبعث على التقيوء، ولكننا نقول ان شعباً بهذا المضاء والعنفوان لهو منتصر بالتأكيد …

اليكم رسالة المناضل الذي كان قد أسر ووضع في زنزانات الإحتلال الايراني، شارحاً بنفسه لبعض ذلك الشلوك المتوحش الذي مورس معه، وهو نموذج من عشرات الآلاف النماذج للاسرى الأحوازيين وغير الأحوازيين ممن يقعون في أسر السجون الفارسية . . . فإليكم الشرح التالي الذي كتبه ذلك المناضل الأحوازي:

(( بعد أن رفضتُ الأعتراف بإعترافات كاذبة(وهي اعترافات مزورة مفروضة عليّ) أخذوني الى غرفة تشابه الحمام ((أخذوني الى غرفة خالية من أية وسائل خدمية)) وأمروني بخلع كل ملابسي، وعندما امتعنت انهالوا علي بالضرب، وتمزيق الملابس وكبلوا يديّ ورجلي بالسلاسل التي كانت مروبطة بالحائط كي يمنعوا اية حركة احتجاجة مهما كانت بسيطة تصدر من قبلي انا، لا يخفى عليك أخي عادل ان وجهي كان مواجها للحائط، فيما بات ظهري مكشوفا امامهم، وصارت مجموعة الذئاب البشرية القمعية خلفي، وتم رفع الصونده المليئة بالمياه الساخنة جدا فوق رأسي وبدأت تكت المياه الحارقة على جلدي، فجلعت أحس بأن جلدي يتساقط، الأمر الذي دفعني للصياح والاستغاثة بالقيم الاسلامية، الأمر الذي دفعهم للسخرية من الكتب السماوية ونبي الرسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويقهقهون ويصدرون الفاظ مخدشة للحياة بحقهما، وينعتونها بأسفل الاوصاف، محاولة منهم لتيأيسي كلياً على أنهم ليسوا بمسلمين ابداً، وخيروني بين الإعتراف وفق ما يشتهون او وفق تعليمات اسيادهم او سيستمر التعذيب بهذه الطريقة والطرق الأخرى من اجل فرض الاعترافات المزورة علي، وعندما ابلغتهم ببراءتي لم يصدقوا أقوالي، وضربوني بالكيبلات والصوندات المحشوة بالحديد الذي يتغطى على رأسه، فقدت الوعي ولم اجد نفسي الا في احدى المستشفيات وقد ضبر رأسي جراء الدماء والجروح الكبيرة، قالو تعترف ام لا؟ انا تجاهلتهم لكن كنت احس من رأسي الي كعبي جلدي يتسلخ وسألوني عدة مرات لكن كل مرة اصمت وهذا صمتي كان يؤذيهم لهذا احدهم تعصب وشتمني عندها تفاجئت بضربتين علي رأسي من خلف بشئ كان من الحديد وبعدها لم اعرف ماذا جري لي حتي أن صحيت ورأيت نفسي علي سرير ورأسي مضمد وكل جسمي ملئ من الأورام والدماء جراء ما جرى لي من تعذيب

فأنواع التعذيب الرائج والذي يتم تطبيقه يومياً علي المعتقلين الأحوازيين في سجون الإحتلال الفارسي، هي كالتالي :

١- يربطون المعتقل علي طاوله و هو نايم علي بطنه و يقومون بحرق ظرف الشامبو الخالي و يذوب وتسقط قطرات الحاصلة من ذوبان الظرف علي جسم المعتقل وتحفر في اللحم حتي تبرد

٢- يضعون المعتقل في زنزانه طولها و عرضها نصف متر بنصف متر لعدة أيام يأكل و ينام و يقضي حاجته في هذه الزنزانة الضيغة

المورد الثاني كمان عانيت منه لمدة اسبوع وهو أن الزنزانة نصف متر في نصف متر

وهنالك ما هو أكثر وحشية، حينما يتم إعتقال ماجدة احوازية … فلا إحصائية لدينا عن عدد الاسيرات الأحوازيات لان الناس صاروا يخافون من اعلان اعتفال بناتهم ولأن العملاء يشمتو فيهم ويجروا قضيتهن الي فساد اخلاقي، عذبنا بالكهرباء و بالمياه ساخنة وبالحرق، تعذيبات نفسية، ربط الأيدي و التعليق بالعمود

احد البنات اعتدى ١٢ مجوسي عليها والحين مجونة بشكل ٨٠ بالمائة

و قصوا ثديها

وانا لما سمعت هذا الموضوع من احد البنات هنا، انجنيت

اذا تريد اجيب لك وثائق طبية …))

…….

 حقاً إن ظاهرة موقف المرأة الأحوازية المناضلة لجديرٌ بالتثمين والإكبار والإعجاب، عبر صمودها الإستثنائي وإيثارها الوطن وحب الشعب على قيمها الشخصية قد ضربت أروع الأمثلة للنساء الأحوازيات في كل مكان، ويعد موقفها الوطني ذاك نموذجا ملهماً لشقيقاتها وأخواتها أينما كنّ، في الداخل أو في الخارج، فمعالم المستقبل الزاهي ستبرز جرّاء ذلك بالتأكيد .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى