آراء ومقالات

ماهية ثورات الربيع العربي!..

جريدة الوطن

تطالعنا بين الحين والآخر اصوات نشاز تطرح تساؤلات عديدة وكثيرة حول ماهية ثورات الربيع العربية وتوقيتها ومن اتى بها وحركها، في محاولة يائسة لمصادرة تلك الثورات والمكتسبات التي حققتها في الكثير من البقع والأماكن في منطقة الشرق الاوسط.. واذا ما اجرينا مقارنة متواضعة خارج الحسبة المتداولة ما بين المؤيدين لتحرر الشعوب العربية ونيلها حريتها وكرامتها الانسانية التي امتهنت على يد مجموعة عصابات حاكمة وبين المعارضين والمهاجمين لتلك الثورات، فان كفة ميزان المقارنة سوف تصب في صالح المؤيدين للثورات العربية، واذا ما استثنينا تبعات ونتائج تلك الثورات العربية.. فان المخاوف من حدوث الفوضى غير الخلاقة في تلك الاماكن التي تحدث وحدثت فيها ثورات الربيع العربي.. لن تكون اكثر واخطر خطرا من بقاء الوضع كما هو عليه في تلك الدول.. فان اقل ما يمكن قوله هنا هو بأن التغيير من الاسوأ هو في اسوأ الاحوال افضل من عدم التغيير وبقاء الامور على ما هي عليه.. ونتيجة لذلك نقول بأننا ومع بالغ احترامنا لأولئك المحللين المحذرين من اخطار ثورات الربيع العربي.. ففي رأينا بان رؤيتنا المتواضعة لثورات الربيع العربي تبدو هي الاقرب للواقع الذي يلف المشهد العام في منطقة الشرق الاوسط في هذه المرحلة بالذات من عمر منطقة الشرق الاوسط.. وبالتالي فان تلك الرؤية تتقاطع مع فكرة بأن الموقف الحالي في منطقة الشرق بإدارة الحكام الديكتاتوريين الحاليين بدأ الوضع يلفظهم ووصل لمراحل تململ عارم.. وعلى اية حال فان حديثنا هذا لأولئك المحللين لا يشمل بعض الشرائح والفئات المستفيدة من بقاء بعض الانظمة الديكتاتورية بما لا يدع مجالا للشك وتلك قصة اخرى نعرج عليها باختصار ونقول بان تلك الفئات والتي لم تزل حتى وقت قريب تطالب بعودة الانظمة السابقة وبشكل غريب لا يتقبله عقل او منطق وليس له الا معنى واحد فقط، وهو بانهم وفي ظل ثورات التغيير والربيع العربي حرموا من مكتسبات تلك الانظمة الديكتاتورية وبالتالي اتخذوا ذلك الموقف ويدافعون عنه في كل وقت ومناسبة نسأل الله ان يعجل فرج الشعوب العربية وتنال حريتها وكرامتها، والله من وراء القصد.

 

[email protected]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى