آراء ومقالات

أمير الأرض «مرداو» شكّل وحدة مع الشيخ مبارك

 

الشيخ خزعل..سعى دائما
لاستقرار وحماية الكويت


هو خزعل بن جابر بن مرداو بن كاسب الكعبي العامري، ومرداو تعني (أمير الأرض)، أمه
نورة بنت طلال شيخ قبيلة الباوية، ولد سنة 1862م. ولد ونشأ في المحمرة وتعلم على
أيدي بعض من الشيوخ، عاصمة إمارة الأحواز العربية عام 1862م من أسرة عربية كريمة
ومن قبيلة عربية هي قبيلة(بني كعب).


حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والقراءة والكتابة العربية وأصول
الدين الإسلامي والنحو والصرف ومعرفة أنساب العرب القديمة والحديثة بشكل عام.

تدرب على الفروسية فكان
عونا لأبيه وأخيه مزعل من بعده، وقد تولى الإمارة على أثر مقتل أخيه الشيخ مزعل
سنة1897م.


وعلى رغم أن الشيخ خزعل آخر أمير لعربستان الا أنه يعتبر من الرجالات الذين لهم
دور بارز في الحفاظ على الاستقرار السياسي للكويت وأمنها، إضافة إلى المساهمة في
اكتشاف النفط، وذلك بعد تفجر النفط في الأحواز عام 1908،


واتفاق السير «برسي كوكس» الوكيل البريطاني في بخارى والمتولي شؤون المناطق
المحيطة بالخليج العربي مع الشيخ خزعل على ما يخص تكرير النفط ومد أنابيب له فقد
فتح المجال للأصدقاء في الخليج ومنهم المملكة العربية السعودية والكويت والتي تربط
الشيخ خزعل بحكامهما علاقة وطيدة.


كان الشيخ خزعل من أخلص أصدقاء الشيخ مبارك ويزوره في منطقة بيان كما كان الشيخ
مبارك يزور الشيخ خزعل في المحمرة باليخت مشرف.


وكانا حليفين يتبادلان المشورة باستمرار، وكل منهما يهتم بمصلحة الآخر، ويكون عونا
لأخيه عند الحاجة.


شكل الشيخ خزعل مع الشيخ مبارك الصباح في الكويت، ومع زعماء محليين آخرين مثل
السيد طالب النقيب في البصرة محورا سياسيا وإقليميا فاعلا ومؤثرا في فترة مهمة من
التكوين السياسي للعالم وقتذاك، فقد كان لتحركاتهما معا بصمة واضحة في التشكيل
القيمي والتاريخي في الشرق الأوسط، فليس مصادفة أبدا أن يرتبط صعود نجم الشيخ
مبارك، ذلك الرجل الأسطوري الذي وضع الكويت الصغيرة وقتذاك على مسرح السياسة
الدولية مع صعود زعامة الشيخ خزعل في الأحواز وعربستان.


الشيخ خزعل وحليفه الشيخ مبارك عملا بهمة لتحقيق مصالح إمارتيهما الطموحتين، وقد
استطاعا بصداقتهما إنشاء تحالف استراتيجي وثيق كان من شأنه أن يتطور لو ابتعدت
أوخفت حدة التدخلات الخارجية لينتج وحدة سياسية واقتصادية عملاقة وجبارة في شمال
الخليج في الدولة التي كان القائدان يطمحان لقيامها في شمال الخليج العربي، والتي
أوشكت أن تضم الكويت والبصرة وعربستان في أول مشروع وحدوي عربي، وقد تم إجهاضه من
الدوائر الغربية عام 1913.


كان الشيخ مبارك يثق بالشيخ خزعل، وكان كلما شعر بالخطر يلجأ إلى صديقه للحصول على
المساندة منه.


كان الشيخ خزعل يحب الكويت والكويتيين حبا في صديقه الشيخ مبارك، ما جعله يكون
سندا لكل الكويتيين، فمد يده لمساعدتهم، وقدم قروضا لبعض الكويتيين من الأصدقاء
لينجزوا أعمالهم التجارية.


كان الشيخ خزعل يحضر صلاة الجمعة في مسجد المزيدي، الذي يضم غرفة تستخدم لإقامة
العزاء الحسيني.


وفي عام 1914،وعندما رأى الضيق في إحدى المرات التي حضر فيها العزاء في عاشوراء
فاقترح بناء حسينية كبيرة بدل الغرفة الملحقة بالمسجد، وكان أول المتبرعين لها
فتجاوب معه بعض تجار الشيعة منهم عبدالكريم معرفي واكتملت الحسينية الخزعلية عام
1917.


وفي عام 1915، عندما توفي الشيخ مبارك الصباح أقامت الحسينية الخزعلية أول عزاء
فيها له، وإن كانت لم تكتمل من حيث البناء.


كان آخر أمير لعربستان يشعر بالأمان عند قدومه إلى الكويت وعندما تعرض للثوار طلب
من صديقه وحليفه الشيخ مبارك نجدته، فهب معه، وبعد عشر سنوات عندما تعرض للغدر
ومؤامرة دولية طرفاها انجلترا وشاه ايران، وقع في المكيدة، لعدم وجود صديق وحليف
يسنده ويمده بالمشورة والقوة.


لينتهي شريف العواطف كما يوصف، فقد كان رحمه الله بشوش الثغر، طلق المحيا، فصيح
اللهجة، جذاباً، أنيس من يجالسه، شفوقا على اللائذين، تقيا ورعا، مسلما صادقا
بدينه يصلي الأوقات الخمسة وبطلا باسلا عند اشتباك الحروب.


وإذا ناوأه أحد مشايخ القبائل وهم بالخروج عليه، يزوره ويتفاهم معه.


وإذا كانت له بنت في سن النكاح يشرفه بالمصاهرة فتخمد جذوة التمرد والعصيان في
الحال.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى