آراء ومقالات

ماذا تريد إيران من تدخّلاتها السافرة في الخليج والعالم العربي؟

 

 لا أعتقد أن دول الخليج ستقف موقف
المتفرج تجاه انتهاكات ايران السافرة والصارخة التي تقوم بها من خلال تدخلاتها في شؤون
الخليج الداخلية، والتي تجاوزت كل الحدود، وبات علينا العمل على ايقاف هذه التصرفات
بكل حزم وصرامة، فلم يعد استخدام أسلوب اللين مع ايران نافعا. فبعد كشف الكثير من المؤامرات
التي قامت بها ايران خلال الفترة الماضية في دول الخليج بات المطلوب اليوم التحرك لوضع
استراتيجية أمنية في دولنا للحد من أية أخطار محتملة قد تحدق مستقبلا وتدمر المنطقة
وشعوبها أسوأ من اسلحة الدمار الشامل اذا لم نحد من هذه الاخطار، وإلا فلا ينفع الندم
بعد فوات الاوان.

 

قبل أيام حضرت في دولة الكويت الشقيقة جانبا من ديوانية الأخ حسين البراك الدوسري
وكان المتحدث في الديوانية المفكر الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، وقد حضرتها بمحض
الصدفة اذ كنت ضيفا على شركة ” نفط الكويت ” أثناء اقامة ” ملتقى الاعلام
البترولي لدول مجلس التعاون الخليجي “، وتوجهت في المساء للمحاضرة برفقة زميلي
الأخ فهد الحجرف العجمي المستشار الاعلامي في قطاع الشؤون الثقافية والاعلامية بالأمانة
العامة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

 

** لابد من الحذر
وخليجنا مستهدف:

 

النفيسي كان يحذر من الأخطار والمتاعب التي تسببها ايران لدول مجلس التعاون
خلال الفترة الحالية، والتي بات علينا أن نتحفز لهذه الأخطار ونقاومها بكل ما أوتينا
من قوة قبل وقوعها، مؤكدا أن الخطر علينا من ايران يكمن من كافة الجهات.

 

وتحدث النفيسي عن ان الخليج يمر بمرحلة تتطلب الاستيقاظ لهذه الأخطار سواء جاءتنا
من الداخل او من الخارج لان ايران لديها من الخطط ما يجعلها قادرة على تدمير الخليج
واثارة القلاقل فيه في أي وقت شاءت بمساعدة بعض الخلايا النائمة في دولنا والتي تستخدمها
كوسيلة لانجاح مخططاتها، وما حدث في المملكة العربية السعودية قبل أيام خير دليل على
صحة كلام النفيسي عندما تم الامساك بخلية تجسس تابعة لايران هدفها جمع بعض المعلومات
لاستخدامها في زعزعة الأمن ونشر القلاقل والفتن الطائفية فيما بعد.

 

** هل تعاني إيران
من معضلة استراتيجية؟:

 

وقال النفيسي: إن إيران تعاني من معضلة استراتيجية، تماما مثل اسرائيل، وهي
تتمتع بتفوق عسكري على دول الجوار، وهذا التفوق اصبحت ايران تشعر به منذ فترة طويلة،
ولذلك قامت ايران باحتلال ” منطقة الأحواز العربية ” المليئة بالنفط والخيرات
الاقتصادية والتي تمتد من “المحمّرة ” الى ” بندر عباس ” وتشمل
معظم الساحل الشرقي للخليج ومساحتها 160 ألف كيلو متر مربع، بمعنى ان ايران هي اكبر
قوة محتلة في المنطقة العربية ثم تأتي اسرائيل التي لا تزيد مساحتها على 20 ألف كيلو
متر مربع.

 

واكد النفيسي كذلك على أهمية ان يلعب الدور الاعلامي لدول الخليج دورا اكبر
مما عليه الان، لان الاعلام هو الذي يشكل العقول ويصيغ المواقف ويؤثر فيها تأثيرا كبيرا
ويسيرها كيف ومتى يشاء.

 

** التدخلات تشمل
كل البلدان العربية:

 

ايران اليوم لا تتدخل في الخليج بل غدت تسعى لولوج كل البلدان العربية فبالاضافة
للخليج نجدها تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر، وكذلك بلاد المغرب العربي
رغم بعد المسافة الجغرافية، الا ان المغرب اتخذت موقفا سريعا عندما قامت بطرد السفير
الايراني من اراضيها سنة 2009 م بعد اكتشافها للمخطط الايرانى بهدف نشر التشيع وتصدير
الثورة.

 

وهذا يبين لنا ان ما تقوم به ايران اليوم من تدخلات سافرة في جميع البلدان العربية
بشكل عام والخليج بشكل خاص لا يقل خطورة عن بقية المشاريع التي قامت وتقوم بها الصهيونية
والدول الغربية في دولنا العربية ابان أو بعد عهد الاستعمار!!.

 

** لابد من استراتيجية
أمنية وإعلامية:

 

والواقع الحالي يتطلب من دول مجلس التعاون العمل على الاسراع بانجاز الاستراتيجية
الأمنية للتعامل مع ايران في ظل الظروف الراهنة، وهذا يتطلب تضافر جميع الجهود لانقاذ
الموقف وتوحيد الرأي خاصة ان هناك استراتيجية اعلامية لدول المجلس وضعت للفترة ما بين
2020 وحتى 2020 وهي تحتاج للتفعيل والعمل بها بما يخدم دول المنطقة من الان.

 

** من هنا فلابد:

 

من تعزيز التنسيق والتعاون الأمني بين دول مجلس التعاون مع تحديث الآليات والتدابير
المشتركة للأجهزة الأمنية في دولنا، ومواكبة التطور المتنامي للجريمة بمختلف أنواعها
والقلاقل والفتن الطائفية، حيث وجّه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في لقائهم
التشاوري الثامن في الرياض بتاريخ مايو 2007 بمراجعة الإستراتيجية الأمنية الشاملة
لدول المجلس بهدف تحديثها من قبل لجنة مختصة. وقد أقرّوا في لقائهم التشاوري التاسع
(الدوحة، مايو 2008) مشروع تحديث وتطوير الإستراتيجية الأمنية الشاملة، ورفعه إلى المجلس
الأعلى لاعتماده، حيث قرر المجلس الأعلى الموقر في دورته التاسعة والعشرين (مسقط، ديسمبر
2008) اعتماد وتحديث وتطوير الإستراتيجية الأمنية الشاملة لدول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية، كما تم إقرار لجنة التخطيط الإستراتيجي لتجتمع سنوياً لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية
الأمنية الشاملة.. وهذا هو المطلوب.

 

المصدر: الشرق القطرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى