آراء ومقالات

#أحوازنا – تماد إيراني جديد على مطالبة الإمارات باسترجاع جزرها المحتلة

كعادتها في خلط الأوراق، وتهرباً من السلم والمثول أمام القضاء، ورفضاً للحقيقة، وإصراراً على الباطل، استحدثت إيران عبر نظامها الفارسي المحتل قصة زائفة نسجتها من خيال قادتها المتورطين بدماء الشعوب، ليثبت النظام الإيراني للمرة الألف أنه نظام انتحاري متعد يسعى إلى بث الحروب وإشعال الفتن بشتى الوسائل والأدوات، متمادياً في عدائه للعرب والمسلمين الذي أصبح يكشف عنه علانية يوماً بعد يوم.

القصة الخيالية التي ألفها هذه المرة، أحد المقربين من الحرس الثوري الإرهابي، وهو نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مستشار رئيس البرلمان الحالي “منصور حقيقت بور” والذي يعتبر من أبرز رموز الفرس المعادين للعرب، تقول: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل جزيرتين إيرانيتين، حيث ادعى حقيقت بور في آخر تصريحاته العدائية تجاه العرب أن دولة الإمارات تحتل جزيرة “آريانا” وجزيرة “زركوه” ويقول حقيقت بور: دول الخليج العربي عليها أن تعلم بأن الإمارات العربية المتحدة تحتل جزيرتين إيرانيتين وهما: “جزيرة آريانا” و”جزيرة زركوه” وعندما نحن نصمت على احتلال دولة الإمارات لهاتين الجزيرتين، فلا يعني هذا أن تستمر هذه الدول بالتطاول على إيران”.

وعلى ما يبدو فإن “حقيقت بور” نسي أن بلاده التي تصافف الصهاينة في اغتصاب أراض عربية، قد احتلت مناطق شاسعة من حدودها الآن بالقوة وجبروت السلاح، حتى امتد احتلالها إلى إقليم الأحواز العربي والجزر الإماراتية الثلاثة أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وما زالت ترفض المثول أمام المحاكم الدولية تهرباً من العدالة، لأنها على يقين أن العدالة ستقضي لصالح دولة الإمارات، ولو في يد إيران دليل واحد على ملكيتها للجزر الثلاثة الواقعة في الخليج العربي لهرولت إلى المحاكم لتحاجج المطالب الإيرانية باستعادة جزرها، لكن إفلاس النظام الإيراني من أي دليل أو وثيقة تبرهن ملكيته لهذه الجزر جعله يرفض كل الرفض المثول أمام العدالة الدولية.

وتبياناً لإرهابية رموز قادة النظام الملالي، فقد طالب “حقيقت بور” حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بوضع نهج السياسة التصالحية تجاه النظام السعودي جانباً، واستخدام سياسة الهجوم تجاهها، أي أنه يرفض أي مصالحة إقليمية تهدف إلى أمن واستقرار المنطقة، ويدعو بكل صراحة إلى مزيد من العنف والفوضى، ما يؤشر بوضوح إلى نوايا النظام الإيراني في اشعال الاقتتال والحروب لتمزيق الجسد العربي.

وعادة ما يتخذ المسؤولون الإيرانيون سياسة قلب الحقائق وخلط الأوراق واللعب في التسلسل الزمني ووقائع الأحداث التاريخية بهدف إضفاء المشروعية على احتلالهم للأراضي المحتلة إيرانياً الآن، مثل الجزر الإماراتية وإقليم الأحواز، وكلام “منصور حقيقت بور” جاء في هذا المنوال، منافياً للحقائق الجغرافية والتاريخية تماماً، لأن التواجد الإيراني على الضفة الشرقية للخليج العربي جاء بعد احتلال إيران لدولة الأحواز العربية في مطلع القرن العشرين.

فالعالم كله على علم تام أن جزيرتي “اريانا وزركوه” هما جزيرتان إماراتيتان تتبعان إمارة أبوظبي، حيث كانتا في الماضي أحد المراكز المهمة لصيد اللؤلؤ، كما أن الجزر الثلاث “أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى” جزر إماراتية تابعة لإمارة رأس الخيمة، قامت إيران باحتلالها عام 1971.

أي أن “حقيقت بور” يتبع أسلوباً صبيانياً في إسقاطه للوقائع، واستخدامه لأسلوب الإسقاط كمنهج دفاعي للرد على حقائق تاريخية أثبتت بالوثائق والأدلة القاطعة، وهذا الأسلوب لم يعد يجدي نفعاً في عصرنا الحاضر لوجود ما يثبت الحق ويبطل الباطل، ولن يجد حقيقت بور آذاناً صاغية له حتى في الداخل الإيراني، وذلك لضخامة ووضوح تزويره وقلبه للحقائق، فلن يجد من يتابع أو حتى يلتفت إلى هذه الادعاءات الواهية التي تنم عن طريقة عدائية هدفها خلق العداء مع دول الجوار العربي، وتكشف عن سياسة عدوانية إيرانية في إطار محاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

مركز المزماة للدراسات والبحوث

25 سبتمبر 2016

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى