آراء ومقالات

#أحوازنا – دعوة للقوميين العرب

القومية العربية الانتماء والهوية تعرضت لنكسات كبيرة بسبب العسكر وبسبب دعاة الإسلام السياسي، فالعسكر استخدموا العروبة وحميتها لدعم زعاماتهم الفردية حتى أصبحت العروبة هوية زعيم وليست هوية أمة، والإسلام السياسي أقام الحد عليها باعتبارها دعوة جاهلية، فانكشف بعدها جاهلية الإسلام السياسي في السياسة والدين والحياة.

اليوم نحن بحاجة ملحة لإعادة اكتشاف هويتنا القومية بعيداً عن صراعات الماضي – وإن لم يكن الماضي كله شيئا من العمل الذي يجب تجاوزه في حديثنا عن هويتنا القومية – فإعادة الحياه لشعورنا القومي تحتاج لتضحيات وجهد كبيرين من المثقف العربي أولاً قبل الحكومات، فالمثقف القومي منذ احتلال العراق 2003 وقبلها، تم تدجينه وتفقيره وتسفيهه، ولم يجد أمامه شيئا يمكن ان يضمن له البقاء سوى القضية الفلسطينية، فأقام له منبرا في جنوب لبنان لدى حزب الله، يلقي بين يدي زعيمه القصائد والخطب وينافح عنه في الاعلام، حتى كاد ان يتمذهب دينيا اخلاصا لفكرة مقاومة اسرائيل، فأغدقت عليه طهران المال ومنحته الأوسمة والتكريم، فتحول الى متسول بارد الشعور متغابٍ على نفسه وقومه وقضيته.. ومن هذا الوقت هانت مع هوان المثقف العربي كل قضايا العرب، فأصبح انتماؤنا مذهبيا وإقصائيا، نقاوم الدين بالدين ونهدمه بنفس الأدوات، فكرة إحياء الهوية العربية هي فكرة مقاومة ضد تقسيم الدول العربية ونزع عنها فتيل الاقتتال الطائفي..

لا ناصرية ولا بعثية بل عروبة تقاوم الفرس بانتمائها وتقام اسرائيل بانتمائها، لن تعود العراق عراقاً موحداً إلا بالعروبة، ولن يلجم بشار الأسد الحجر والهزيمة إلا العروبة ولن تجعل الحوثي يرجع خاسئا الى ساحات قم إلا العروبة، ولن تكون مصر ام الدينا الا بالعروبة، فمن يقول ان العروبة فكرة جاهلية نقول له جاهلية ولكنها كانت نصرا "حرب اكتوبر وكرامة في حرب العراق مع ايران "وثقافة" جائزة نوبل للرواية العربية"، العسكر جعلونا أتباع زعامات، والإسلام السياسي فرقنا لمذاهب متناحرة، فالعروبة مذهب واحد وعقيدتها واحدة، الإسلام دين أهل الأرض جميعا فرسالته رسالة عالمية خالدة، يعلمنا النقاء ولا يصادر حقنا في الانتماء لعروبتنا، هويتنا لا تعرف التعصب الإقصائي لدين او مذهب، فالعروبة كما عرفها المصطفى عليه السلام: "العربي من سكن أرض العرب وتكلم بلسانهم" فلا بها شيعي أو سني أو مسيحي أو كردي.. الخ، ولكن كيف السبيل للعودة لهذا الانتماء المخلص من ويلات الدمار والتقسيم والموت والتهجير، البداية أن يشعر المثقف العربي بدوره القومي ويتحرك نحو بناء مشهد ثقافي حتى لو كان بسيطاً كقصيدة أو خطبة إلى أن تتحول إلى مهرجانات عامة، تقام في الأحواز والقاهرة ودمشق والرياض وبغداد وصنعاء فبعودة العروبة للثقافة سوف تعود لكل جوانب الحياة من جديد، "العروبة هي الحل".

مطلق بن سعود المطيري

المصدر: صحيفة الرياض

mutlaqsalmutiri@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى