آراء ومقالات

#أحوازنا – العرب والعجم

تلقت الأمة الفارسية هزيمة عسكرية من العرب في "ذي قار"، ثم لحقتها هزيمة في موقعتي "نهاوند" و"القادسية"، عندها أدرك الفرس أن عملهم من خارج الدين لن يمكنهم من النيل من العرب.

النظام الإيراني عدو لنا، وهو لا يخفي عداءه قولا وفعلاً.
الخلفية التاريخية للعداء الفارسي تمتد من قبل الإسلام حتى اليوم في عهد الملالي. كانت هذه الخلفية في البدء باسم الاحتكاك بين أمّتين، العرب والفرس، ثم صارت باسم الدين، وكل نتائج الاحتكاكات لم تكن في صالح الفرس مع أنهم استطاعوا دائما بلبلة حركة الدولة الإسلامية.
الفرس أمة عريقة وتلقت هزيمة عسكرية من العرب في ذي قار، ثم لحقتها هزيمة في موقعتي نهاوند والقادسية، وأدرك الفرس أن عملهم من خارج الدين لن يمكنهم من النيل من العرب، فهجموا هجوما ثقافيا عبر المرويات، وسياسيا عبر تبني التشيع ورفعه إلى درجة تخرج غيرهم من الدين، ويمثل ذلك بوضوح المذهب الحاكم في إيران منذ ثورة الخميني التي مثلت ذراعا سياسية للتشيع، ونجحت في جعله سياسة أكثر منه تعاطفا مع الإمام العربي علي بن أبي طالب وذريته خصوصا الحسين بن علي المتزوج منهم.
وكما مثل لهم التشيع مدخلا لتمزيق العرب ثقافيا، فهم وجدوا في الحج فرصة للعدوان، فالحج رمز إسلامي جامع ترى فيه ثورة الخميني سببا أساسيا للزعامة الإسلامية التي تسوّق نفسها لها، وفعلت ذلك منذ أول موسم بعد ثورة الخميني، وواظبت على الإخلال بأمن الحجيج لتروّج على عدم قدرة السعوديين على إدارة الحج، وتروج لقدرتها على إدارة الحشود حين تدفع بمئات الآلاف إلى كربلاء في موسم الحج، رافق ذلك ظهور بعض المرجعيات الشيعية بروايات تجعل الحج لكربلاء يوم عرفة أفضل من الحج لمكة آلاف المرات.
لقد بذلت الجهات السعودية المعنية بالحج الكثير من المرونة ليتمكن الحجاج الإيرانيون من الحج، لكن النظام الإيراني رفض، وهو سيرفض في كل حال.
نظام الثورة الإيراني ليس عدوا للعرب فقط بل عدو للمسلمين أيضا ولشعائر الله، وسيظل هذا النظام عدوا حتى يغير سلوكه أو يتغير بنفسه.
تفاخر وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية بأن بعض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية هي صناعة إيرانية. والكل يدرك أن إيران موقفها من العرب واحدٌ سواء أكان أداة لها كنوري المالكي والحوثي وحسن نصر الله أو عدوا لها سواء كان سعوديا أو مغربيا أو مصريا. 
قبل أشهر صرح أحد آياتهم أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية! المرجع الإيراني مكارم الشيرازي يقول إن هناك فروقا موجودة بين "إسلام النبي الحقيقي" و"إسلام الوهابية"، وهو طبعا يمثل الإسلام الحقيقي!
وزير الخارجية جواد ظريف يهدد بالقول إن السعودية تظن أن صدام ما زال حيا، وإن السعوديين يدعمون الإرهاب وينشرون الفوضى في المنطقة!
يقول حسن فيروز أبادي المستشار العسكري الخاص للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن "إيران في حال نفد صبرها ستقوم بمحو السعودية من الخارطة"، مهدداً بمهاجمة المملكة في حال تطلب الأمر، ويقول إنهم سيمحون المملكة من الوجود، و"إذا استلزم الدفاع الهجوم، فسنهاجم، وإذا هاجمنا العدو فمن المؤكد سنرد عليه بهجوم، إلا أننا لن نقوم بهجوم استباقي". 
حتى وإن كانت هذه التصريحات للاستهلاك المحلي لتبقي الشعب الإيراني في حالة انشغال دائم بالحروب عن قضاياه، لكن يجب أخذها مأخذ الجد لأنها تكشف طبيعة هذا النظام العدواني.
عرض التلفزيون الإيراني فيديو كليب لنشيد أنتجه الحرس الثوري بعنوان "سيف العجم ينتظر الإذن لتكون مكة عاصمة إيران"، ومحتوى النشيد موجه ضد السعوديين خصوصا، لكنه في الأصل ضد العرب عموما. يضيف النشيد "سوف تصبح مدينة مكة هي النجف، وفي بعض الأحيان نتحول نحن الإيرانيين إلى أمواج في نهر الفرات بالعراق، وأحيانا نكون كالصاعقة في نهر النيل بمصر". 
فـ"العجم" يتصرفون على هذا الأساس الثنائي "عجم/عرب" منذ سقوط عروشهم تحت سيوف العرب، هناك من لا يزال يظن أن النظام الإيراني ليس عدوا، بل هو عدو أكثر من إسرائيل. لكن بعض العرب اليوم لا يفقهون، إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا.

أحمد السيد عطيف       

المصدر: الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى